
بوجمعة بيناهو*
يعيش العالم في حالة تأهب قصوى ،جميع الدول والأنظمة وجدت نفسها في صراع مع عدو فتاك لا يرحم ،والأخطر بأنه لايميز بين الدول “العظمى”و باقي الدول ،لا يعترف بالغني والفقير ،لا يفرق بين هذا وذاك ،تكاد التحليلات تجزم بأنه من صنع بشري ، وهو ما جعل الأمر ينقلب على صانعيه ويخرج الوضع عن السيطرة ،هذه الأزمة العالمية جعلت جميع الأطياف البشرية عبر العالم تتأثر ليدق بذلك فيروس “كورونا” أبواب العالم ككل ويقول بلغته بأن الأنظمة كانت تتوهم فقط ، فوهم السباق نحو التسلح ووهم الريادة العالمية والتحكم في الإقتصاد، وتحقيق الرفاه على حساب الغير ،كلها معادلات أثبتت عجزها أمام هذا “الكورونا” لينذر بأن الأزمة العالمية اليوم أعمق وفي حالة ما تم تجاوز هذه الكارثة العالمية، من الأكيد أن النظام العالمي سيكون إستخلص مجموعة من الرسائل ولعل أبرزها:
* أهمية الإستثمار في العنصر البشري والتركيز على التعليم والصحة وتحقيق الإستقرار.
* كسر أوهام الدول الخمس والتي تمتلك حق النقض “الفيتو” على مستوى مجلس الأمن المتحكم في قرارات الأمم المتحدة.
* لا مناص من التوجه نحو نظام عالمي جديد ولن يتحقق الإستقرار والسلم الدوليين الإ بالتركيز على أنا وأنت بدل أنا فقط.
وتبقى الأيام القادمة حاسمة في الصراع مع هذا العدو ،لأجل الحسم والسيطرة والتحكم أو إنهيار العالم بسبب هذا الوباء.
*باحث في العلوم السياسية