بنسعيد: نصر دبلوماسي تاريخي يفتح أفقًا جديدًا لمغرب طموح يقوده شبابه.

الرباط – 8 نونبر 2025
إعداد:خالد غوتي

قرار مجلس الأمن… لحظة مفصلية في مسار القضية الوطنية

في أعقاب القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي صادق على المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الحل الواقعي والوحيد للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، أكد محمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، أن المملكة دشّنت مرحلة جديدة من ترسيخ حضورها الدولي وتعزيز مصداقية مشروعها الوطني.

وخلال ندوة وطنية نظمها الحزب بالرباط تحت عنوان “خمسون سنة من المسيرة الخضراء”، دعا بنسعيد إلى “بلورة رؤية مغربية طموحة تواكب التوجيهات الملكية السامية، وتعبّئ طاقات المواطنين، وعلى رأسهم الشباب المغربي الذي بات أكثر وعيًا وتعليمًا وانخراطًا في العالم الرقمي”.

انتصارات المغرب… بين إشعاع دولي وتحدي المشاركة السياسية

أوضح بنسعيد أن سلسلة النجاحات التي يحققها المغرب على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والرياضية تجسد رؤية ملكية بعيدة المدى، وحكمة استراتيجية رسخت مكانة المملكة في الساحة الدولية.

غير أنه نبّه إلى أن هذا الزخم الوطني “لا ينعكس دائمًا على مستوى المشاركة السياسية”، داعيًا الأحزاب إلى الارتقاء بأدائها وممارساتها لتواكب هذا الإشعاع المتنامي. وأضاف أن “انتصارات الدبلوماسية المغربية هي ثمرة لإجماع وطني صادق وتلاحم متين بين الشعب والملك”.

31 أكتوبر… تاريخ يُكتب في سجل الانتصارات الكبرى

اعتبر القيادي في “البام” أن ما حدث في 31 أكتوبر الماضي يمثل “انتصارًا قانونيًا وسياسيًا سيدوّن في تاريخ الأمة”، مؤكدًا أن القرار الأممي “سيُحدث تحوّلًا نوعيًا في مسار المنطقة، ويعزز الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”.

وأشار إلى أن هذا النصر يتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، “التي كانت منعطفًا تاريخيًا لاستكمال الوحدة الترابية واسترجاع الأراضي المغربية من براثن الاستعمار، وعبّرت عن وحدة الأمة وإيمانها بعدالة قضيتها”.

من روح المسيرة إلى جيل 2030… نحو مشروع وطني متجدد

أكد بنسعيد أن المغرب يعيش اليوم لحظة فارقة تستدعي تعبئة وطنية شاملة، خاصة في صفوف الشباب، من أجل “صياغة حلم مغربي جديد يليق بمكانة البلاد المتقدمة ويجعل من الطاقات الوطنية محركًا أساسيًا لاستكمال مسار التنمية والديمقراطية”.

وأضاف أن مبادرة “جيل 2030” التي أطلقها الحزب تمثل تجسيدًا عمليًا لهذا الطموح الجماعي، وامتدادًا لروح “كل الديمقراطيين” سنة 2008، الرامية إلى إعادة الثقة في العمل السياسي وجعل الشباب في صلب التغيير.

المسيرة الخضراء… ذاكرة حية ورؤية للمستقبل

شدد بنسعيد على أن المسيرة الخضراء ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل “قيمة وطنية متجددة ينبغي أن تبقى حاضرة في وجدان المغاربة وصناعة القرار”.

وأضاف أن “المسيرة الخضراء تمثل رافعة تنموية للأقاليم الجنوبية الغالية، ورؤية شاملة تمتد إلى جميع مناطق المملكة”، مؤكدًا أن الحفاظ على روحها “هو التزام سياسي وأخلاقي دائم يجعل من المغرب قوة جهوية واقتصادية وثقافية مؤثرة في إفريقيا المستقبل”.

إصلاحات كبرى وبوصلة ملكية واضحة

وفي ما يتعلق بمستقبل المملكة، شدد بنسعيد على أن الإصلاح الدستوري لسنة 2011، والجهوية المتقدمة، والتوجيهات الملكية بشأن تنمية الرأسمال البشري وتوسيع الحماية الاجتماعية، تمثل “بوصلة سياسية واضحة لحزب الأصالة والمعاصرة”.

وأوضح أن الحزب، باعتباره مكوّنًا أساسيًا في الأغلبية الحكومية، هو “نتاج لمسار إصلاحي وطني انطلق مع بداية الألفية الثالثة، وتوج بإصلاحات كبرى همّت المجالين السياسي والمجتمعي، من هيئة الإنصاف والمصالحة إلى تعزيز حقوق المرأة وترسيخ الخيار الديمقراطي”.

 نحو مغرب جديد بحلم جماعي

اختتم بنسعيد مداخلته بالتأكيد على أن اللحظة الراهنة تتطلب تجديد النخب وإحياء الحلم المغربي المشترك، “حلم يزاوج بين عمق التاريخ ورؤية المستقبل، ويحوّل الانتصارات الوطنية إلى قاعدة لمشروع سياسي وتنموي يليق بمكانة المملكة بين الأمم.

اترك تعليقاً

Scroll to Top