
هوسبريس_خالد غوتي
في خطوة جديدة لترسيخ مكانة المغرب كقوة صناعية عالمية في مجال الطيران، ترأس الملك محمد السادس، يوم أمس الإثنين 13 أكتوبر 2025، بالنواصر، حفل تقديم وإطلاق أشغال إنجاز المركب الصناعي لمحركات الطائرات التابع لمجموعة “سافران” الفرنسية، مرفوقاً بولي العهد الأمير مولاي الحسن، ويعزز هذا المشروع المهيكل موقع المملكة كقطب استراتيجي لصناعة الطيران في إفريقيا والعالم.
مركب صناعي من الجيل الجديد
يقام المركب داخل المنصة الصناعية المندمجة “ميدبارك” بالنواصر، وسيتضمن مصنعين رئيسيين: الأول لتجميع واختبار محركات الطائرات من طراز LEAP-1A المستعملة في طائرات “إيرباص A320 Neo”، والثاني لصيانة وإصلاح المحركات الحديثة بقدرة سنوية تصل إلى 150 محركاً، وتبلغ كلفة الاستثمار الإجمالية نحو 3.4 مليارات درهم، وسيوفر المشروع أكثر من 900 منصب شغل مباشر عالي التأهيل في أفق سنة 2030.
إشادة بالريادة الصناعية للمغرب
أكد وزير الصناعة والتجارة رياض مزور أن “الرؤية الملكية المتبصرة جعلت من المغرب وجهة عالمية في الصناعات المتطورة”، مشيراً إلى أن رقم معاملات صادرات قطاع الطيران تجاوز 26 مليار درهم سنة 2024، مقارنة بأقل من مليار درهم سنة 2004، كما أوضح أن مجموعة “سافران”، الشريك التاريخي للمملكة منذ 25 سنة، تجدد ثقتها في المنصة المغربية بهذا الاستثمار الضخم.

شراكة مغربية فرنسية متينة
من جهته، أبرز رئيس مجلس إدارة “سافران” روس ماكينيس أن ترؤس الملك محمد السادس لهذا الحفل “تعبير عن عمق الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والمغرب”، مضيفاً أن المجموعة “لا تُنتج في المغرب فقط، بل مع المغرب”، أما المدير العام للمجموعة أوليفييه أندرييس، فأكد أن اختيار المغرب “جاء نتيجة كفاءاته العالية واستقراره الاقتصادي ومناخه الاستثماري المتميز”، مشيراً إلى أن مشاريع “سافران” بالمملكة تمثل استثمارات تفوق 350 مليون يورو وتوفر آلاف فرص الشغل.
اتفاقيات لتعزيز التكامل الصناعي والطاقي
وشهد الحفل توقيع ثلاث اتفاقيات استراتيجية، همت إنشاء مصنع لتجميع واختبار محركات الطائرات، وتزويد مواقع “سافران” بالطاقات المتجددة، إضافة إلى اتفاقية لإنشاء المصنع داخل فضاء “ميدبارك” بالشراكة مع صندوق الإيداع والتدبير وشركة “ميدز”.

رؤية ملكية لمغرب صناعي منافس
واختتم الحفل بالكشف عن محرك الطائرات LEAP-1A كنموذج من الجيل الجديد، والتقاط صورة تذكارية للملك محمد السادس مع مجموعة من الشباب المغاربة في طور التكوين بمعهد مهن الطيران، الذين سيشكلون النواة الأولى للأطر التقنية العاملة في المصنع الجديد، وبهذا المشروع الطموح، يواصل المغرب، بقيادة جلالة الملك، تعزيز موقعه كمنصة صناعية عالمية في قطاع الطيران، قائمة على الابتكار، والاستدامة، والتميز التكنولوجي.
