
مهرجان “تيم آرتي” بتمارة.. نجاح جماهيري وتنظيم متكامل يعكس الوجه الثقافي للمدين
هوسبريس ـ زكرياء المكافح
تمارة – شهدت ساحة القصبة بمدينة تمارة يومي 20 و21 غشت الجاري تنظيم مهرجان تيم آرتي في نسخته الأخيرة، الذي شكل حدثاً فنياً وثقافياً بارزاً، جذب أكثر من 100 ألف متفرج من مختلف أحياء المدينة والمناطق المجاورة، للاستمتاع بعروض موسيقية وفنية متجددة أبهرت الجمهور وأضفت أجواء احتفالية لا تُنسى.
وقد جسّد المهرجان صورة مشرّفة لمدينة تمارة كفضاء يحتضن الفن والثقافة، حيث اجتمعت فيه العائلات والشباب في جو فني حميم، يعكس روح المدينة النابضة بالحياة والطموح الثقافي.
تميزت الدورة الأخيرة بتنسيق محكم على مستوى الأمن والسلامة العامة، إذ حضرت جميع التشكيلات الأمنية بمختلف أنواعها: الشرطة القضائية، الأمن العمومي، شرطة المرور، وحدات الدراجين، وحدات مكافحة الشغب، الفرقة المتنقلة، والقوة المساعدة. كما شاركت عناصر الوقاية المدنية وموظفو وزارة الصحة لتقديم الدعم الطبي الفوري عند الحاجة، ما ساهم في ضمان السلامة العامة للزوار والفنانين على حد سواء.
السلطات المحلية لعبت دوراً محورياً في نجاح المهرجان، من خلال أعوان السلطة تحت إشراف باشا مدينة تمارة وقياد الملحقات الإدارية، الذين أتاحوا تنظيم الحركة وتقديم التسهيلات الضرورية، مما ساهم في انسيابية الحدث وسير الفعاليات بسلاسة.
على الرغم من العدد الكبير للحضور، تم تسجيل نحو 200 حالة توقيف مرتبطة بمحاولات سرقة وسلوكات مخالفة للقانون، وتم التعامل معها بكفاءة وحزم من طرف الأجهزة الأمنية، ما أتاح استمرار المهرجان في أجواء هادئة وآمنة، دون أن يؤثر ذلك على تجربة الجمهور الفنية.
تميزت فعاليات المهرجان بتنوع العروض، من موسيقى وعروض مسرحية وفنية، حيث شارك فنانون من مختلف الأنماط، مقدمين برامج غنية أضفت نكهة مميزة على الحدث، وأتاحت للحضور فرصة التفاعل المباشر مع الفن وإظهار دعمهم للمواهب المحلية.
هذا النجاح الجماهيري والتنظيمي يعكس الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها مدينة تمارة على مستوى البنيات التحتية والقدرات البشرية المنظمة، ويعزز مكانتها كمدينة ثقافية قادرة على تنظيم فعاليات كبرى تحترم معايير الأمن والسلامة، وتتيح مساحة للإبداع والتواصل بين الفنان والجمهور.
وأكد مراقبون أن مهرجان تيم آرتي في هذه الدورة شكل نموذجاً ناجحاً يمكن البناء عليه في المستقبل، مع إمكانية توسيع نطاق الفعاليات وإشراك المزيد من الفنانين، لتعزيز دور المدينة كمركز ثقافي وفني إقليمي، وجذب جمهور أكبر من مختلف المدن المغربية.
في الختام، تبقى الدورة الأخيرة من مهرجان تيم آرتي علامة فارقة في سجل الأحداث الفنية بتمارة، وتؤكد قدرة المدينة على الجمع بين الثقافة والفن والتنظيم الراقي، بما يخدم تطلعات ساكنتها ويعكس صورتها الحضارية على المستوى الوطني.