في خطوة تصعيدية تزامنت مع تولي الجزائر الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر يناير الجاري، وجه فرحات مهني، زعيم حركة تقرير مصير منطقة القبائل (ماك) ورئيس الحكومة القبائلية المؤقتة في المنفى، رسالة مفتوحة إلى السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع طالب مهني بإدراج قضية تقرير مصير منطقة القبائل ضمن أجندة المجلس، متهماً السلطات الجزائرية بانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان ضد أبناء المنطقة.
وأكد مهني في رسالته أن الجزائر، التي طالما دافعت عن حق الشعوب في تقرير مصيرها في قضايا دولية مثل فلسطين والصحراء وأزواد، تتبنى سياسة القمع والتنكيل بحق الشعب القبائلي، معتبراً ذلك تناقضاً صارخاً، ولفت إلى اعتقال ما يزيد عن 13 ألف ناشط قبائلي منذ عام 2021، تعرضوا خلال احتجازهم لأبشع أنواع التعذيب والمحاكمات الجائرة، مشيراً إلى أن 38 منهم يواجهون أحكاماً بالإعدام بتهم ملفقة.
وتطرق مهني إلى الحوادث المأساوية التي شهدتها منطقة القبائل في أغسطس 2021، حين اندلعت حرائق واسعة خلفت مئات الضحايا، متهماً النظام الجزائري بتدبيرها كجزء من حملة إبادة ممنهجة ضد المنطقة أطلق عليها اسم “صفر قبائلي”.
وأضاف مهني أن السلطات الجزائرية تستغل هذه القضية كورقة ضغط سياسي، سواء في مفاوضاتها مع فرنسا أو في محاولاتها لكسر حركة الماك، مؤكداً تمسك الحركة بنهجها السلمي رغم محاولات دفعها إلى العسكرة.
وختم زعيم الماك رسالته بدعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والضغط على الجزائر لوقف ممارساتها القمعية، وفتح المجال أمام القبائل لتقرير مصيرهم بحرية وعدالة.