للمرة الثانية على التوالي، تحتفي المملكة المغربية برأس السنة الأمازيغية (إيض يناير) كعيد وطني رسمي وعطلة مؤدى عنها، تماشياً مع القرار الملكي الذي أضفى الطابع الرسمي على هذه المناسبة، مجسداً تقدير المغرب لتاريخه وهويته المتعددة.
وشهدت الاحتفالات الرسمية لهذه السنة، التي نظمت في مسرح محمد الخامس بالرباط تحت إشراف رئيس الحكومة عزيز أخنوش ووزارة الثقافة والشباب والتواصل، حضوراً لافتاً لشخصيات حكومية ودبلوماسية، تخلل الحفل عروض موسيقية غنية بالألحان الأمازيغية التي تعكس التنوع الثقافي لمناطق المغرب المختلفة، من الأطلس إلى سوس والريف.
تكريم للرموز واحتفاء بالموروث
تميز الحفل بتكريم رموز الفن الأمازيغي، مثل الفنانة حادة أوعكي والفنان علي فائق والمبدع مصطفى سوليت، في خطوة ترسخ الاعتراف بعطاءاتهم في صون التراث الأمازيغي ونقله للأجيال القادمة، كما شاركت فرق موسيقية متنوعة، أبرزها “أزا”، “حوسة 46″، و”ريف إكسبيريونس”، في تقديم عروض تعكس ثراء الموروث الفني الأمازيغي.
الأمازيغية بين الرمزية والمأسسة
على هامش الاحتفالات، أكد وزير الثقافة محمد المهدي بنسعيد أن الحكومة تعمل على تعزيز حضور الأمازيغية في جميع مناحي الحياة العامة، من خلال توقيع اتفاقيات مع قطاعات حكومية تهدف إلى تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في الإدارة والتعليم والقضاء.
وأشار الوزير إلى أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يحمل طابعاً رمزياً يعبر عن ارتباط الإنسان المغربي بأرضه وهويته، لكنه جزء من رؤية شاملة للنهوض بالأمازيغية كلغة وثقافة في السياسات العمومية.
احتفاء شعبي يتجاوز المركزية
لم تقتصر الاحتفالات على الرباط، بل امتدت إلى مختلف مناطق المغرب، حيث نظم المغاربة من شتى الأعراق والتوجهات فعاليات ثقافية ومهرجانات شعبية تعبّر عن ارتباطهم بالهوية الأمازيغية، ما يعكس روح الوحدة الوطنية المبنية على التنوع الثقافي.