يحتفل المغاربة يوم 11 يناير من كل عام بذكرى تقديم وثيقة الاستقلال، هذا الحدث البارز الذي شكّل منعطفًا حاسمًا في مسيرة الكفاح الوطني ضد المستعمر، وتوحيد الجهود بين العرش والشعب لتحقيق الاستقلال.
برزت في هذه الملحمة الوطنية أدوار تاريخية لقائد التحرير الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه، الذي واجه ببسالة محاولات المستعمر فرض الهيمنة والتفريط في سيادة البلاد، وقد كان للملك الراحل الحسن الثاني، ولي العهد آنذاك، دور ريادي في تعزيز الروح الوطنية وتوجيه الحركة الوطنية لمواصلة المقاومة.
كما سجلت هذه الفترة التاريخية أسماء لامعة من رجال ونساء المقاومة الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الحرية، فكانت وثيقة الاستقلال تتويجًا لنضالاتهم المشتركة ورسالة صارمة ضد التساهل مع المستعمر أو الرضوخ لمطالبه.
عجلت هذه التضحيات والتلاحم بتحقيق الاستقلال في عام 1956، ليبدأ المغرب بقيادة العرش والشعب مرحلة جديدة من البناء والتنمية، وقد واصل هذا البناء أشواطه عبر العقود، وصولًا إلى عهد الملك محمد السادس نصره الله، الذي رسخ مسار التنمية الشاملة، من خلال مشاريع كبرى تُحقق طموحات المغرب الحديثة وتعزز مكانته إقليميًا ودوليًا.
تبقى ذكرى 11 يناير محطةً مُضيئة في تاريخ المملكة، تُجدد فيها الأجيال ارتباطها بالقيم الوطنية وروح التضحية، وتستلهم منها العزم لمواصلة مسيرة البناء والتنمية.