الصحراء المغربية أرض النور والمستقبل في كتاب جون ماري هيدت

 

قدم الخبير السياسي الفرنسي-السويسري، جان ماري هيدت في جنيف، إصداره الأخير «الصحراء المغربية، أرض النور والمستقبل»، وذلك بحضور ثلة من الشخصيات السويسرية والفاعلين الجمعويين المغاربة الذين قدموا من سويسرا وبلدان أوروبية أخرى.

وفي مقدمة الكتاب، الذي سيصدر اليوم، أشاد الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، بـ«العمل الرائع الذي يقدم كل جمال وتعقيدات الصحراء»، مهنئا المؤلف على المقاربة التاريخية «الفريدة والمثيرة للاهتمام»، التي يقدمها للقارئ عن الصحراء، والتي تقود إلى وصف ثراء وتنوع الجهة وإمكانياتها الاقتصادية والاجتماعية العديدة ودينامياتها التي غالبا ما تكون غير معروفة.
وجدد ثاباتيرو التأكيد على أن المخطط المغربي للحكم الذاتي هو «الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية، الذي لا يزال تحت رعاية الأمم المتحدة، لإيجاد حل مقبول من قبل الأطراف» للنزاع حول الصحراء المغربية، مشددا على أن هذه الجهة «تزخر بالفرص ويجب علينا، كأصدقاء للمغرب، العمل من أجل ازدهارها».
ويقدم هذا الكتاب، الذي يقع في 352 صفحة، نظرة جديدة على الصحراء ودينامية التنمية الجارية.
ويقدم المؤلف نفسه كـ«مراقب» للسياسات العمومية، حيث يكتشف حجم الإنجازات التي تساهم في تحسين حياة السكان المحليين.

ويبدأ الكاتب باستعراض المحطات التاريخية لهذه المنطقة الجغرافية العريقة، قبل أن يرسم صورة للوضع الحالي في ضوء الجهوية المتقدمة، مؤكدا أن الصحراء هي اليوم «أرض النمو والاندماج الاجتماعي والتضامن الإقليمي».
ويسلط الكتاب الضوء على أهمية البنيات التحتية للطرق والمطارات والموانئ التي تم بناؤها، بالإضافة إلى إمكانات المنطقة في مجالي الطاقات المتجددة وتطوير الهيدروجين الأخضر.

وتوقف جان ماري هيدت عند تأثير عدد من المشاريع الضخمة، مثل ميناء الداخلة الأطلسي، الذي من المقرر أن يلعب دورا مهما في نقل الكهرباء الخضراء، مما يجعل الداخلة قطبا أطلسيا ورائدا في إفريقيا المزدهرة.

وخلال المناقشة، التي أدارتها رئيسة نادي الصحافة السويسري، إيزابيل فالكونيه، أوضح المؤلف أن الكتاب، بعيدا عن كونه بحثا أكاديميا، كان ثمرة تبادلات وتفاعلات غنية مع ساكنة الصحراء، مما أتاح الفرصة لاكتشاف الصحراء «أرض النور والمستقبل» بكل تواضع واستقلالية.
وقد ألقى النقاش مع الجمهور المزيد من الضوء على التغيرات التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، والتي تعكس الدينامية التنموية في جميع أنحاء المغرب.

وأكد السيد هيدت أنه «في ظرف 25 سنة، حققت المملكة قفزة تنموية كبيرة بـ50 سنة»، مشيرا إلى أن «مراعاة مصالح السكان هو المبدأ الذي يسترشد به صاحب الجلالة الملك محمد السادس في السياسات العمومية التي يقودها».

كما أثرى متدخلون آخرون، من الفاعلين الجمعويين الحاضرين، النقاش برؤى وتوضيحات حول الروابط العرقية والثقافية والروحية، التي كانت دائما موجودة بين سكان الصحراء وساكنة باقي جهات المملكة.

وفي هذا الصدد، أكدت عائشة الدويهي، رئيسة المرصد الدولي للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، وابنة الأقاليم الجنوبية، أن «التنوع هو عامل يوحدنا أكثر مما يفرقنا».
يذكرأن جان ماري هيدت هو أستاذ باحث ومراقب وخبير دولي لدى منظمات عامة.

اترك تعليقاً