
هويبريس_هيئة التحرير
تعيش مقبرة سيدي علي المحاذية لتجزئة المنظر الجميل، أو ما يعرف بـ”الريف”، وضعًا مخجلًا ومقلقًا في ظل غياب سور يحميها من كل أشكال الفوضى والانحراف، فقد تحولت المقبرة إلى فضاء مفتوح يتخذ منه بعض المنحرفين مكانًا لتعاطي المخدرات، بينما تنتشر الكلاب الضالة داخل القبور دون رقيب أو حسيب، في انتهاك صارخ لحرمة الموتى وكرامتهم.
الأخطر من ذلك، ومع استمرار هذا الإهمال، أن المقبرة مرشحة لأن تتحول إلى مكان لممارسات الشعوذة والسحر، كما حدث في عدد من المقابر المهملة عبر التراب الوطني، حيث يستغل بعض المشعوذين غياب الحراسة والسور للقيام بطقوس منحرفة تستهدف القبور أو تُستعمل فيها بقاياها، وهو سيناريو خطير يُنذر بممارسات لا أخلاقية تهدد حرمة المكان وسلامة المجتمع.

وإذا كان بناء سور يحصّن المقبرة أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل، فإن توفير حراسة ليلية يعد خطوة أساسية للحد من مظاهر الانحراف ومنع أي استغلال شيطاني للمكان، خصوصًا وأن جماعة الصخيرات تتوفر على عدد مهم من العمال العرضيين، مما يثير سؤالًا واضحًا:
ما المانع من تخصيص عامل واحد فقط للقيام بمهمة الحراسة الليلية؟
إجراء بسيط لا يحتاج ميزانيات إضافية، بل يحتاج فقط قرارًا إداريًا يحترم حرمة المقابر وانتظارات الساكنة.
المطالب اليوم واضحة وتشمل:
تشييد سور محكم يحيط بالمقبرة.
تنظيف شامل لمحيطها وقطع الطريق على كل الممارسات المشبوهة.
توفير حارس ليلي من بين العمال العرضيين المتوفرين لدى الجماعة.
مواجهة ظاهرة الكلاب الضالة التي تهدد القبور.
منع أي استغلال للمكان في أعمال الشعوذة والسحر التي تنتعش في الأماكن المهملة.
إن مقبرة سيدي علي ليست أرضًا ميتة، بل هي ذاكرة أحياء وحرمة أمة.
فهل تتحرك السلطات قبل أن يفلت الوضع من السيطرة؟ أم سيظل الإهمال يحوّل قبور موتانا إلى فضاء للفوضى والشعوذة بدل أن تكون مكانًا للسكينة والاحترام؟
