
توفيق البوشتاوي
يكافح المغرب على غرار مختلف دول العالم ، لتجاوز أزمة صحية غير مسبوقة ناجمة عن فيروس كوفيد -19 . فعلى إثر زخم المبادرات والتضامن بقيادة جلالة الملك محمد السادس لإدارة هذا الوباء، تعبأ فاعلون في القطاعين العام والخاص لدعم الأطر الصحية من أجل التغلب على هذه الأزمة.
وانضمت في سويسرا، شبكة الكفاءات المغربية بقوة إلى هذه التعبئة لتقديم مساعدتها ودعمها للجهود المبذولة في المملكة من أجل القضاء على “عدو غير مرئي”.
فهده الكفاءات المغربية، ومن بينها مهنيون بارزون في مهن متنوعة بقطاعي الصحة والصناعات الدوائية في سويسرا، والتي تلتئم في إطار شبكة تضم خبراء وأطر من قطاعات مختلفة بهذا البلد الأوروبي، بادرت إلى تشكيل “فريق عمل” بهدف بناء جسور التواصل وتبادل المعلومات مع المؤسسات والفاعلين المكلفين بإدارة الوباء في المملكة.
وبحسب رئيسها هشام جسوس فإن الشبكة، وهي جمعية تضم عدة أطر من أصل مغربي بسويسرا، وتقوم بمشاريع تعاون مع جامعات ومؤسسات عمومية للتكوين في المغرب، تضم خبراء منخرطين في إدارة جائحة كوفيد-19 في سويسرا، إلا أنهم يتابعون عن كثب ما يحدث في المغرب. وأوضح أن هؤلاء الأطر “يأملون في وضع خبراتهم رهن إشارة مختلف القطاعات المعنية في المغرب، حاملين رسالة دعم لمهنيي الصحة في المملكة في هذه الظرفية الحرجة، من خلال الإسهام في توعية وإخبار “الرأي العام” .
وأبرز، في تصريح للصحافة، أن وجهات نظرهم هي بالتأكيد “قيمة مضافة” للجهود المبذولة في إدارة الوباء. وقال إن “وجهة نظر يعبر عنها من مكان آخر ومن قبل أشخاص يعيشون في بلدان أخرى تساهم في إثراء النقاش وتقديم رؤية أخرى، وهو أمر مهم في سياق الأزمة الصحية الحالية”.
وفي هذا الإطار، نشرت الشبكة مؤخرا رسالة توضح فيها أن أعضائها من مهنيي الصحة والصناعة الدوائية يتابعون باهتمام كبير السياسة المغربية في مجال الصحة والتي تلتزم بإدارة وباء كوفيد-19 . ومع وصول اللقاحات يطرح اليوم تحد جديد ، إذ يعتبر فريق عمل شبكة الكفاءات المغربية ، أن توزيعها يتطلب استراتيجية وتخطيط جد استثنائي وجبار مقارنة مع تحديات الاختبارات والعزل والحجر الصحي وعلاج والتكفل بمرضي كوفيد-19.
وأعربت الجمعية عن ارتياحها لكون المغرب كان، مرة أخرى ، في الطليعة من خلال بلورة وفي وقت مبكر جد ا، سياسته للتطعيم. قبل أن تقوم بذلك بلدان أخرى في العالم الغربي “. وأشاد أعضاؤها “بهذه المبادرات الجريئة حتما”.
و أضافت رسالة الجمعية أنه من المهم إبراز مثل هذه الإدارة الفعالة للوباء التي كانت تقريبا القاعدة المعتمدة طوال هذه الأزمة الصحية. وأن الدافع الأساسي للرسالة تمثل في دعم المبادرات التي تم القيام بها”.
وسجلت شبكة الخبراء المغاربة في سويسرا أن فعالية اللقاحات، التي تم الإعلان عنها حتى الآن، كافية لتحقيق الأهداف التي تم تسطيرها، مشيرة إلى أنه “الظروف استثنائية ، والا ستجابة استثنائية”.
وبالنسبة للرئيس الشرفي ومؤسس هذه الشبكة حسن عشومي فإن “العالم بأسره يوجد اليوم في وضعية حرجة للغاية. وإذا لم يتم القيام بأي شيء للسيطرة على الوباء، فإن العواقب قد تكون أكثر خطورة من تلك التي تلوح في الأفق”.
وبعد أن أشاد بالالتزام الدائم لأعضاء الشبكة بوضع خبراتهم في خدمة المغرب، سجل السيد عشومي أن الوباء تسبب في أزمة كبرى، ويجب علينا جميع ا أن نتحرك وأن نتعامل معه على قدم وساق”.
وبالنسبة للبروفيسور صلاح الدين قنادلي ، العالم البارز الذي ساهم في العديد من الأبحاث والمنشورات في سويسرا في سياق جائحة كوفيد -19 ، فإن فيروس كورونا المستجد فرض حالة طوارئ استثنائية أدت إلى الإخلال بالمعايير المعتادة في اتخاذ القرار على المستوى الطبي.
وقال قنادلي، الذي يسير فريق العمل “إننا نعيش في وضع استثنائي من الناحية الصحية. نحن لا نواجه مرض ا بل أزمة عالمية استثنائية تتطلب إجراءات استثنائية” .
وأبرز أنه في الحالات العادية تستند معظم القرارات الطبية على الطب القائم على الأدلة، ويبقى “من الطبيعي جدا أنه في حالات الاستثنائية التي لايتاح فيها متسع من الوقت لبناء هذه الأدلة المعتادة ، وجوب التحرك بسرعة قصوى، وأن نمضي قدما بوتيرة سريعة للغاية، وفي نفس الوقت اتخاذ قرارات طبية وسياسية وفق منطق غير معتاد”.
وعلى غرار أعضاء آخرين في الشبكة، قال البروفيسور قنادلي، إنه لا يتفق مع مواقف أولئك الذين لا يدعمون حملة التطعيم ، مؤكد ا دعم الجمعية الكامل لجهود الخبراء والمؤسسات المكلفة بإدارة وباء فيروس كورونا المستجد في المملكة.
وبالنسبة لرشيد بن حمزة، وهو طبيب في الكيمياء الصيدلانية ، فإن الجمعية تأمل في ” توجيه أولا رسالة تشجيعية للجهود المبذولة في المغرب في إدارة الوباء ، رغم أنه لا يزال الكثير من العمل يتعين القيام به”.
وأضاف بن حمزة أن الجمعية تريد أيض ا المساهمة في الجهود الإخبارية بما يخدم حملة التطعيم المقبلة ضد كوفيد-19 ، وتبديد الشكوك التي تنتاب البعض.
وقال “صحيح أن تقييم اللقاحات كان سريع ا للغاية، إذ أن تطوير لقاح جديد وتسويقه يستغرق عادة سنوات، لكن بالنظر إلى حالة الطوارئ المرتبطة بالوباء الحالي ، فقد جرى كل شيء بوتيرة متسارعة ليفضي في ظرف اثني عشر شهر ا تقريبا إلى إنتاج اللقاحات”.
وشدد بن حمزة على أن “نفس معايير الجودة والسلامة والفعالية تم تطبيقها على اللقاحات المضادة لكوفيد- 19 “، فهذه اللقاحات تم اختبارها والمصادقة عليها من قبل السلطات المختصة.