في خطوة مفاجئة وصادمة لعشاق كرة السلة الوطنية، أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، اليوم الإثنين 21 أبريل 2025، عن توقيف جميع منافسات البطولة الوطنية في مختلف الأقسام بشكل فوري ومؤقت، بسبب ما وصفته بـ”الظروف القاهرة والخارجة عن إرادتها”، مما ينذر بأزمة غير مسبوقة تضرب واحدة من أبرز الرياضات الجماعية بالمغرب.
أزمة شاملة تُجمّد نشاط البطولة
قرار التوقيف لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة تضافر ثلاثة أسباب خطيرة دفعت الجامعة إلى دق ناقوس الخطر، أولها فسخ عقد التأمين الرياضي من طرف شركة التأمين، بسبب عدم سداد الأقساط، ما يعني غياب أي حماية صحية وقانونية للاعبين والأطر التقنية والإدارية، وهو أمر يُعد انتهاكًا صريحًا لسلامة العنصر البشري داخل المنظومة الرياضية.
ثاني الأسباب يتمثل في دخول موظفي الجامعة في إضراب مفتوح احتجاجًا على تأخر صرف مستحقاتهم المالية من أجور وتعويضات، ما شلّ الإدارة بالكامل، أما ثالث الضربات، فهي الانقطاع الكلي لخدمات الهاتف والإنترنت داخل مقر الجامعة، ما جعل من المستحيل تسيير الملفات الإدارية والتواصلية اليومية.
الجامعة تدق ناقوس الخطر
في بلاغها، وصفت الجامعة الوضع بالحرج وغير المسبوق، مؤكدة أن الأزمة المالية الخانقة تفاقمت بسبب عدم توصلها بالشطر الثاني من منحة الوزارة للموسم الماضي، إضافة إلى تأخر منحة الموسم الجاري، رغم اقتراب نهايته، ما جعلها عاجزة عن الاستمرار في تسيير البطولة.
البطولة في مهب الريح واللاعبون في حيرة
قرار التوقيف خلّف صدمة وسط الأندية واللاعبين والجماهير، وسط تساؤلات كثيرة حول مستقبل الموسم الكروي، في ظل هذا الانهيار الإداري والمالي، ووسط مطالب بفتح تحقيق عاجل في الأسباب الحقيقية وراء الأزمة، ومحاسبة كل من أوصل الرياضة إلى هذا النفق المظلم.
الجامعة تعد بالعودة… ولكن متى؟
رغم قتامة المشهد، شددت الجامعة على أن التوقيف مؤقت، وأنها تلتزم باستعادة نشاط البطولة في أقرب الآجال الممكنة، فور تهيئة الظروف المناسبة وضمان الحد الأدنى من الشروط القانونية واللوجستية لاستئناف المنافسات.
في انتظار ذلك، تبقى كرة السلة المغربية في حالة “شلل تام”، فيما ينتظر الشارع الرياضي خطوات حاسمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن تتحول الأزمة إلى انهيار كامل لمنظومة عمرها عقود.