الاعتراف الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه ” صدمة قوية للنظام الجزائري”

هوسبريس ـ متابعة

اعتبر الباحث والمختص في شؤون وقضايا الصحراء عز الدين خمريش أن الاعتراف الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه شكل ” صدمة قوية للنظام الجزائري”.

وقال خمريش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إنه “بمجرد إعلان المغرب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على كافة ترابه، بما فيها الصحراء المغربية، اختارت الجزائر نهج سياسة الصمت أمام إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف التاريخي بمغربية الصحراء، إذ لم تصدر وزارة الخارجية الجزائرية أي بيان في الموضوع بشأن افتتاح قنصلية واشنطن في مدينة الداخلة”.

وأبرز، في في قراءة له لدلالات وتبعات القرار الأمريكي قدمها في حديث له لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الخارجية الجزائرية كانت تحرص على إصدار بيانات تنديدية كلما قررت دولة إفريقية افتتاح قنصلية لها بالصحراء المغربية، بل وصل بها الأمر إلى استدعاء سفراء لها لدى دول القارة التي استقرت بعثاتها الدبلوماسية بالأقاليم الجنوبية”.

وأشار إلى أن “وكالة الأنباء الجزائرية اكتفت بإعادة نشر ردود فعل جبهة “البوليساريو” الانفصالية بخصوص الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، فيما حاول الإعلام الجزائري المقرب من السلطة ربط القرار بتخلي المملكة عن القضية الفلسطينية، على الرغم من أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان واضحا في اتصاله مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بشأن موقف الرباط الثابت والداعم للفلسطينيين “.

فالقرار الأمريكي شكل، يضيف الباحث، “صدمة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، إذ في وقت روجت فيه تقارير إعلامية معادية أن المغرب ينفق أموالا طائلة من أجل دفع دول إفريقية إلى افتتاح قنصليات بالصحراء، جاء قرار افتتاح القنصلية الأمريكية بالداخلة مكذبا لكل هذه المزاعم”، موردا تساؤلا لأحد المعلقين ساخرا من هذه التقارير”هل تحتاج أمريكا إلى أموال مغربية من أجل الاعتراف بمغربية الصحراء؟”.

وقد فشل النظام الجزائري في التأثير على دبلوماسية القنصليات التي نهجتها المملكة في الفترة الأخيرة، سواء داخل أروقة الأمم المتحدة أو بمجلس الأمن الدولي أو الاتحاد الأوروبي وأيضا الاتحاد الإفريقي، لأنه حسب القانون الدولي والقانون الدبلوماسي والقنصلي يحق لأي دولة نسج علاقات دبلوماسية مع أي دولة أخرى، إذ توجد اليوم 3 قنصليات عربية و16 قنصلية إفريقية إضافة إلى القنصلية الأمريكية في الصحراء المغربية.

ونوه خمريش إلى أن الإعلان الرئاسي لترامب، الذي نشره الموقع الرسمي للبيت الأبيض، أبرز أن “الولايات المتحدة، كما ذكرت الإدارات السابقة، تؤكد دعمها لاقتراح المغرب للحكم الذاتي، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء الغربية”.

وأضاف البيت الأبيض أنه “اعتبارا من اليوم، تعترف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل أراضي الصحراء الغربية، وتعيد تأكيد دعمها لاقتراح المغرب الجاد والموثوق والواقعي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء الغربية”.

وأوضحت الوثيقة ذاتها أن الولايات المتحدة تعتقد أن “قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارا واقعيا لحل النزاع، وأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن”، مشيرة إلى أن القنصلية الأمريكية بالداخلة ستعزز الفرص الاقتصادية والتجارية للمغرب بالمنطقة، وهو ما يعني، بالنسبة للباحث، تشييع جنازة البوليساريو وكتابة شهادة وفاتها بالبند العريض.

اترك تعليقاً