
هوسبريس
وجهت النائبة البرلمانية، أمينة ماء العينين، انتقادا لاذعا للاحزاب السياسية، مؤكدة أنها “كانت أقوى وأكثر حضورا خلال سنوات الجمر والرصاص، أما اليوم فيبدو أن النخب الحزبية قد حسمت اختيارها بعيدا عن النضال السياسي والحزبي”.
وقالت البرلمانية المثيرة للجدل في حزب العدالة والتنمية في تدوينة بحسابها “الفيسبوك”، إن الأحزاب السياسية “كانت قوية تحمي ظهور المناضلين وتفاوض مواقع النفوذ لانتزاع ما يلزم من الانفتاح والديمقراطية والتطور الإيجابي”، أما اليوم، فهي تعيش حسب ماء العينين “موسم الانسحاب الجماعي من القضايا الكبرى التي تشغل الرأي العام، كما تعيش حالة انتظارية غير مفهومة، لكنها مضرة بوضع البلد وصورته وحاجته الى التوازن والتعددية واستقلالية المؤسسات”، مضيفة أنه ” كانت للأحزاب فيما مضى مشاريع ورهانات تدافع عنها بشكل جماعي، مما كان يصعب على السلطة الاستفراد بالأفراد وعزلهم واستهدافهم تمهيدا للتخلص منهم بطريقة من الطرق”.
وأوضحت أمين ماء العينين بالتدوين ذاتها أن الأحزاب السياسية “وُجدت لتصير صوتا جماعيا وكتلة موحدة للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان وخرق القوانين وتكريس الظلم”.
ولأن هذه الأحزاب، تضيف ماء العينين، “أضحت عاجزة عن ملء ساحة النقاش السياسي الحقيقي، أصبح هذا الفراغ يُملأ بلاشيء وكل شيء، كما أصبح النقاش الحزبي الداخلي متمحورا حول قضايا هامشية عادة ما تكون مصطنعة أو موجَّهة للمزيد من استدامة السطحية، أو ترسيخ النزعات الاستعراضية”.
وقالت البرلمانية المذكورة، إن “السياسة تبدأ باستصدار شهادة وفاتها حينما تصير رديفا للسهولة والاستعراضية والبحث عن الأمان”، مشيرة الى أنها تبدو اليوم “باهتة رتيبة ومنفرة …”. واضافت بتدوينتها قائلة:” لنتذكر أن البلد حينما خلص الى الحاجة الى نموذج تنموي جديد، اعتمد مقاربة تُغيب الأحزاب وتكتفي بالاستماع الى آرائها مثل باقي المؤسسات والأفراد مما يطرح سؤال الجدوى من وجودها”.
وخلُصت الى القول بأنه ” لا يبدو أن الحزبية تاريخيا قد مرت بمرحلة أصعب مما تمر به اليوم”.