

هوسبريس
في سياق الجدل والنقاشات التي خلفها تسريب مسودة مشروع قانون 22.20، المتعلق بما بات يعرف بقانون “تكميم الأفواه”، قال بوجمعة بيناهو، باحث في العلوم السياسية، إن الظرفية التي جاء فيها هذا المشروع، غير مناسبة، حيث يعيش المغاربة مناخا تضامنيا وملحميا غير مسبوق ضد الوباء اللعين، ليتفاجؤوا بمشروع يُسرب على حين غرة ليفسد هذا المناخ.
وأكد في تصريح لـ”هوسبريس” أن هذا الأمر يشكل انتكاسة وردة حقوقية للدولة المغربية في الزمن المعاصر، مشيرا الى أنه يأتي بعد قطع أشواط مهمة على مستوى الاصلاحات الديموقراطية في البلاد، سواء منها ما يتعلق بالاصلاحات الحقوقية، أو ما يرتبط بحرية الرأي والتعبير، وهو بهذا يضرب، حسب “بيناهو” كل هذه التراكمات التي حققها المجتمع المغربي بهيئاته ونضالات قواه الحية.
وهذا المشروع الذي وصفه بالانتكاسة، يضيف “بيناهو”، يسائلنا جميعا عمن يوجد راءه، ومن سربه، ومن له مصلحة في العودة بالمغرب الى الوراء، مثلما يسائلنا عن دور مؤسسات الوساطة، ومنها الاحزاب السياسية، التي دعاها الى أن تكون لها مواقف حاسمة وواضحة في الموضوع، لأنه لا يجب السماح باستغلال هذا الظرف الطارىء لشرعنة تركيع وإذلال المواطن المغربي، لأن حرية التعبير، حسب “بوجمعة بيناهو” هي الرأسمال الرمزي الذي يعتبره المواطن وسيلته للتعبير عن آرائه ومواقفه، ليس عبر وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، وإنما حتى داخل الاحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني.
وأوضح ” بيناهو” بالتصريح ذاته أن من يوجد وراء هذا المشروع، يجب أن يعلم أن مواقع التواصل الاجتماعي، هي اولا وقبل كل شيء منصات تقوي الدولة، وقد لاحظنا الأدوار الهائلة التي لعبتها في التعبئة ومحاربة جائحة كورونا، وكانت النتائج في التعاطي مع الوباء، حسب المتحدث، هائلة مقارنة مع دول المحيط الاقليمي، وحتى مع بعض الدول الغربية الكبرى .
ودعا الحكومة الى التحلي بالجرأة اللازمة في هذا الوقت وتعمل على السحب الفوري لهذا المشروع ، معتبرا عرضه على المناقشة يعتبر في حد ذاته كارثة، وسيثير الكثير من المشاكل، وسيفقد المواطن المغربي ما تبقى له من ثقة في مؤسسات الدولة والسياسيين.
وعن سؤال حول الجهة التي يمكن أن تكون وراءه، قال أنه يتضح لحد الآن انه صناعة حكومية، وبالتالي فهو يلزمها، ويحمل المسؤولية لكافة الاحزاب التي توجد في التحالف الحكومي، مؤكدا أنها مسؤولة اليوم أمام الشعب المغربي، ويجب أن تكون مواقفها واضحة، بعيدا عن التجاذبات السياسية، التي ستكون نتيجتها، حسب رأيه على حساب كرامة المغاربة.