

هوسبريس
في سياق الجدل الواسع الذي خلقته مسودة مشروع قانون ما بات يعرف بـ”قانون تكميم الأفواه” المسربة مؤخرا، كتب الدكتور عبدالرحيم بوعيدة على حسابه “فيسبوك”: “يقول مارتن لوثر “لا أحد يستطيع امتطاء ظهرك إلا إذا انحنيت له”، ويبدو، حسب تدوينة الدكتور بوعيدة ” أنه من كثرة انحناءاتنا المتكررة لم تجد حكومتنا الموقرة أي غضاضة في أن تقنن تكميم الأفواه بمناسبة ارتدائنا للكمامات خوفا من وباء كورونا..”.
ويضيف بوعيدة الاستاذ والمحلل السياسي، قائلا “وربما اختلط الأمر على الحكومة حين صمتنا عن اقتطاعات غير قانونية واعتبرنا الأمر يتعلق بالمصلحة العامة.. وحين صمتنا عن الضرب والسب والقذف الذي ملأ الفضاء العام من البعض.. وحين تغاضينا عن اعتقالات بإسم حالة الطوارئ حتى فاق عدد المعتقلين أعداد المصابين بكورونا..صمتنا كان، لأن المرحلة تقتضي أن نغض الطرف عن ممارسات هنا وهناك لا تمت للقانون بصلة، حتى المراسيم و القوانين الصادرة عن الحكومة لم تحترم المسطرة، ومع ذلك قلنا آمين.. لكن أن تعتبر الحكومة صمتنا خوفا وانحناء مبالغ فيه وتمتطي ظهورنا بمشروع قانون يجهض ما تبقى من حريات وحقوق، وهما على قلتهما يعدان مكسبا فذاك فتنة، وهذه أشد من القتل..”.
إن الفضاء الافتراضي، يؤكد الدكتور عبدالرحيم بوعيدة، “متنفس لمجتمع يعيش احباطا مستمرا على كل المستويات، وما يقع من تضييق هو مجرد نقل لهذا الإحباط للشارع العام..”، مشيرا بتدوينته الى أن “من أراد حماية منتجاته واقتصاده عليه أن يغادر السياسة ويطلق الاحتكار ويخفض الأسعار ويحمي جيوب المغاربة، وفي قانون 22.20 بعض من زواج كاثوليكي بين المال والسياسة، سندفع نحن ثمن هذا الزواج من حرياتنا وهي أغلى ما نملك..”.
ويختم بوعيدة تدوينته متسائلا: “فهل يفعلها كورونا ويكتب ورقة الطلاق؟ أم أن في زمانه سنفقد كل شيء، حتى حرياتنا وحياتنا الإفتراضية..؟”.