هوسبريس
ونحن في غمرة الحديث عن سؤال النموذج التنموي وأسئلة أخرى ترتبط بتأهيل البنى التحتية في المدن والقرى والحد من الفقر والجهل، تفتقت عقول مدبري الشأن المحلي في الصخيرات عن فكرة “جنونية”، تجيب على هذه الأسئلة مجتمعة، فكرة لا تخطر إلا على عقول هؤلاء الذين ابتليت بهم هذه المدينة، التي لا هي مدينة كالمدن، ولا هي بادية كالبوادي، مظاهر العمران فيها، تقول أنها مدينة، ومظاهر الترييف والدواب والمواشي التي تتقاسم طرقاتها وشوارعها المتسخة مع الساكنة، تقول إنها بادية.
مدبرو شأن هذه المدينة، قدموا للساكنة التي تنتظر التنمية، هدية استدامة الفقر والبؤس، من خلال مشروع ربط الوادين اللذين يحدان المجال الترابي للجماعة، من جهتي الشمال والجنوب، “واد إيكم” و “واد شراط” بطريق تمر بين جماعتي الصخيرات وجماعة الصباح عبر دواوير لحجر والغويرة وأولاد غانم وغيرها ..في الوقت الذي توجد فيه ميزانية ربما في طور الرصد لإصلاح وتقوية الطريق الرئيسية التي تمر وسط المدينة.
هذه العقول التي اجتمعت على هذا المشروع، إما أنها تكره ساكنة الصخيرات ولا تريد لها واقعا يغير من أحوالها السوسيوـ اقتصادية من الأسوأ إلى الأحسن، أو انها فعلا جاهلة بأمور التدبير الذي يخلق الثروة، ولها عقول لا تبدع إلا في ابتكار أفكار التفقير والهدم.
لقد كان على هؤلاء الذين ابتليت بهم المدينة أن يطرحوا على أنفسهم سؤالا بسيطا..في ماذا ستنفع هذه الطريق..؟
أي عاقل سيجيب بأنها لن تنفع في شيء، بالعكس، تداعياتها السيئة ستكون وبالا على المنطقة بأسرها.
أولا، ستمر في الخلاء، بين نقطتين، هما في الأصل “خلاء”، وادين يمكن الولوج إليهما عبر الطريق الرئيسية.
ثانيا، ستتسبب في مصادرة أراضي فلاحية باسم المنفعة العامة، من يملك هكتارا، يعيش فيه وأسرته، قد تشتته الطريق الموعودة إلى قسمين بعد خصم جزء منه.
ثالثا، تجارة مركز الصخيرات ومقاهيها التي تعيش مع الرواج الاقتصادي ستصاب بالشلل، بمعنى ستموت، وتموت معها آمال الشباب الباحث عن الشغل، سيتسبب هذا المشروع في إعدام مئات إن لم نقل آلاف فرص الشغل المرتبطة بالتجارة والخدمات في مركز المدينة، وبالتالي ستموت الآمال المرتبطة بتطور هذه المدينة.
فالأجدر بهذه العقول التي تفتقت عن هذه الفكرة، أن تفكر في أحوال البني التحتية وأحوال المرافق الغائبة أو المغيبة، وعوض هدر المال العام في شق طريق لا معنى لها، تنظر الى أحوال المواطن الذي يحتاج إلى مدينة نظيفة كباقي المدن التي يزورها، والى مستشفى والى دور شباب للشباب ومرافق اجتماعية في مستوى تطلعات الساكنة، والى أزقة وشوارع نظيفة، والى أسواق نموذجية عوض الأسواق العشوائية التي تملأ الصخيرات..
فاتقوا الله، أيها المسؤولون في ساكنة الصخيرات التي تستحق مشاريع تنموية حقيقية، تغيرمن أحوال الناس إلى الأحسن، وليس إلى مثل هذه الأفكار التي تروم تكريس الفقر والبؤس في هذه المنطقة، والتي لا تصدر إلا عن حاقد أو كاره لتقدم المنطقة او فاقد لناصية التفكير الاستراتيجي في سياسات التدبير المحلي.