
هوسبريس ـ متابعة
دراسة قدمها الصندوق التعاضدي المهني المغربي، أمس الثلاثاء 3 دجنبر الجاري بالدار البيضاء، عن أن الصحة والسلامة موضوع رئيسي في تقارير المقاولات الصناعية عن المسؤولية الاجتماعية، التي تتناولها “بشكل واف” مقارنة بالمقاولات العاملة في قطاع الأبناك والتأمين.
وأفادت الدراسة، التي عرضت ضمن أشغال الدورة التاسعة لليوم الدراسي حول الصحة داخل العمل الذي نظمه الصندوق في موضوع “الصحة داخل العمل .. أية مسؤولية اجتماعية للمقاولات؟”، أن كل المقاولات الصناعية المعنية بالدراسة تقدم تقارير مستوفية عن السلامة والصحة والمسؤولية الاجتماعية، بفعل طبيعة الأنشطة التي تمارسها، وأيضا لكونها مقاولات ذات بعد دولي.
وأضافت أن بعض المقاولات الصناعية، كمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ولافارج هولسيم ومناجم، وضعت أهدافا طموحة، منها “صفر حادث خطير أو مميت”.
وأشارت إلى أن هذه الوحدات الصناعية تطمح إلى وضع أنظمة تدبير متكاملة، تشمل السلامة الصحية، وإدماج المناولين والممونين المتعاملين معها في منظومة المسؤولية الاجتماعية، وتعبئة أطباء الشغل العاملين في مجموع الوحدات الإنتاجية، وتكوين الموارد البشرية، وتعبئة ممثلي المستخدمين في إطار لجان الصحة والسلامة.
كما أبرزت الدراسة، التي اعتمدت 21 تقريرا للمسؤولية الاجتماعية، جمعت تقارير سنوية وتقارير عن التنمية المستدامة المنشورة من طرف المقاولات المغربية، أنه بالمقابل، فإن المقاولات بقطاع الأبناك والتأمين تبدو”أقل التزاما” بخصوص القضايا ذات الصلة بموضوع الصحة والسلامة داخل العمل، موضحة أن هذه المقاولات تدرج هذا المحور غالبا ضمن إطار تحسين ظروف عمل المستخدمين.
وحسب الدراسة ذاتها، فإن تقارير هذه العينة من المقاولات تفتقد لأدوات إجرائية لقياس مدى الالتزام بمبادئ وشروط المسؤولية الاجتماعية، فضلا عن كونها تقارير “فضفاضة”، مسجلة أن المبادرات التي تم القيام بها على هذا المستوى همت، بالخصوص، الوقاية والتحسيس بشأن موضوعات كالتدخين والكحول والصحة الغذائية وأمراض القلب والشرايين.
وخلصت الدراسة إلى أنه أيا من هذه المقاولات لم تتعرض بشكل ملموس للمخاطر النفسية، وتأثير تطور وسائل الاتصال الرقمي على ظروف العمل وعلى المستخدمين، من قبيل تدبير الرسائل الالكترونية خارج أوقات العمل.
وفي هذا الصدد، أوضح رئيس المجلس الإداري للصندوق عبد العزيز العلوي، في تصريح على هامش اليوم الدراسي، أن هذه الدراسة تهم مجموع المقاولات المنخرطة في المسؤولية الاجتماعية، من خلال التقارير التي أنجزتها في موضوع الصحة داخل العمل، مبرزا أن هذه المقاولات على وعي تام بأنها تواجه تحديا كبيرا على هذا المستوى.
وأكد، في هذا السياق، أن “المستخدم الذي يستفيد من ظروف عمل جيدة لا يمكنه إلا أن يكون منتجا”، معتبرا أن هذا اليوم الدراسي، الذي يعرف مشاركة خبراء مغاربة وأجانب، يشكل فرصة مناسبة لتقريب الفاعلين الاقتصاديين من مختلف القضايا التي تهم المسؤولية الاجتماعية والصحة والسلامة داخل العمل.