
الموت يتحرك بسرعة ، يحاصر الاماكن ، يسيطر على الكلمات يغزو خواطرنا و يعري عن مخاوفنا المتوارية خلف ستائر صخب حياتنا عندما كانت عادية دون حواجز و لا معيقات و لا مخاطر ….
الموت منتش بانتصاراته ، يسود و يحكم و ويفرق بين الناس الى الابد .وجد في كائنه الخرافي الفيروس اياه حليفا و وليا و نصيرا يقتل دون التفات الى الاخ و الرفيق و الزميل و الاب و الام و الولد …..الفيروس حليف للموت و لكل انواع الاستبداد المنتشرة في تفاصيل الطبيعة القاهرة منذ البدء و التي تسعد عندما ترى الانسان مقهورا خائفا منكسرا متراجعا صغورا امام ذاته و كبريائه المفترض في جيناته عندما خلق !
عندما يطل الخوف بسواده على ذواتنا و يغرس مخالبه المسقطة في عروقنا..
و عندما تشتد رائحة الموت و الاحزان و المرض و تتمدد امامنا لائحة الاهل و الاصدقاء و المعارف و هم فريسة للمرض او الفقد لاعزاء لهم ….
عندما نحاصر بهذا الكم الجارف من المآسي المحيطة بنا لا بد ان نعود لذواتنا و ان نغوص في عمق وجداننا و نبحث عن كل ذرة قوة او امل و عن كل مساحات النور الكامنة فينا لنقلع و نحلق من تحت الرماد و لننتصر سويا و معا متآزرين و متضامنين و متحابين، لنتسلح بكلمات الانتصار و بمعنى حب الحياة بجمالها و روعتها و نذرة اجلها و ان ننظر للسماء بامل و تفاؤل و ارادة و لنتذكر اننا هنا و في هذه اللحظة بالذات نعيش امتحانا وجوديا و انسانيا استثنائيا يطوقنا بسئوليات فردية و جماعية لتفادي السقوط و لتحقيق الانتصار لقيم الحياة …..
الانسان سينتصر ….هكذا تاريخ الارض على الاقل.