هوسبريس_خالد غوتي
لم تعد الكرة الذهبية سوى مسرحية هزلية تُعرض على جماهير كرة القدم كل عام، عنوانها البريق، وباطنها الفضيحة، جائزة يُفترض أنها تكريم لأفضل لاعب في العالم، فإذا بها تتحول إلى سوق نخاسة تتحكم فيه اللوبيات الإعلامية والصفقات التجارية، وتُباع فيه أصوات الصحفيين بأثمان غير معلنة.
أي منطق هذا الذي يجعلنا نصدق أن اختيار “الأفضل” يتم وفق أداء رياضي نزيه، بينما الواقع يُظهر أن القرار يُحسم في الكواليس، قبل أشهر من الحفل؟ أي عقل يقبل أن يُحرم لاعب قدّم موسماً استثنائياً، صنع الفارق لفريقه، ودوّن اسمه في التاريخ، فقط لأنه لا يملك ماكينة إعلامية تروّج لاسمه صباح مساء؟
الكرة الذهبية لم تعد جائزة رياضية، بل سلعة دعائية، تُوزع على المقاس لخدمة نجوم معينين، وتلميع صورة أندية بعينها، وتغذية صراعات تسويقية بين شركات الملابس والمنتجات الرياضية، أصبحت “بالون دور” علامة تجارية أكثر من كونها تكريمًا رياضيًا، والعدالة الكروية تُدفن تحت أقدام المصالح.
ما يحدث اليوم ليس فقط ظلماً للاعبين الكبار الذين يُسلبون حقهم المشروع، بل هو تزوير لتاريخ كرة القدم بأكمله، حين تُمنح الجائزة للاسم لا للأداء، للشهرة لا للجدارة، فإننا أمام وصمة عار ستلاحقها لعقود طويلة.
إنها فضيحة مكتملة الأركان، جائزة تُباع وتُشترى، تُدار خلف الستار، وتُقدَّم للجماهير على أنها “الحقيقة”، أما الحقيقة الفعلية، فهي أن الكرة الذهبية لم تعد ذهبية، بل صدئة، فقدت قيمتها، ولم تعد تستحق أن تكون مرجعًا أو معيارًا لتتويج الأفضل.
إذا لم يُعاد النظر في معايير هذه الجائزة، ويُكشف للرأي العام عن تفاصيل التصويت ومعاييره الحقيقية، فالأجدر أن تُلغى، لأن استمرارها بهذا الشكل ليس تكريمًا لكرة القدم، بل إهانة لها، واستخفاف بعقول الجماهير.