

هوسبريس
يطرح تزامن عيد الاضحى مع العطلة الصيفية، وبعدها بأسابيع مع الدخول المدرسي، الكثير من المشاكل المادية للأسر المغربية، المحدودة الدخل، وخاصة المعوزة التي بالكاد تدبر قوتها اليومي، الأمر الذي يدفع البعض الى بيع اثاث المنزل، أو اللجوء للاقتراض، إما من الاشخاص، أو من مؤسسات القروض الصغرى التي تنشط في مثل هذه المناسبات، فيما تضطر بعض الأسر الأخرى ممن لا تسمح لهم إمكانياتهم باللجوء إلى الاقتراض، الى التضحية بعيد الأضحى والتخلي عن شراء ” الكبش” لتوفير مصاريف الدخول المدرسي المرتقب، بحكم الأولوية التي يحظى بها موضوع التمدرس لدى الاسر المغربية.
اما الاستمتاع بالعطلة، بالنسبة لأبناء الفقراء، في ظل التقاء هذه المناسبات، بعد موسم كامل من التمدرس، فيعد بالنسبة لهم ضربا من ضروب احلام الف ليلة وليلة.
معضلة الفقر، في بلادنا خطيرة، السياسات العمومية المتوالية مع جميع الحكومات التي توالت على المغاربة، حاولت في معظمها التعاطي معها، ومع ذلك مازال يوجد من المغاربة من يتخلى عن الكبش لتوفير مصاريف الأدوات المدرسية لأولاده، لم تنجح في خلخلتها، مثلما لم تنجح الكثير من البرامج الوطنية والمدعومة دوليا في جعلها من الماضي، في دول اخرى، كلما ازداد عدد برامج محاربة الفقر والهشاشة، تقلص عدد الفقراء، وعندنا، كلما كثر الحديث عن مخططات محاربة الفقر ازداد عدد الفقراء، وتغولت معضلة الفقر، وكثرت التقارير التي تصنفنا خلف دول تعيش الحرب ويلعلع الرصاص فيها.
احدث تقرير، تناول إشكالية الفقر في المغرب، يعود لبرنامج الامم المتحدة، تناولته بعض وسائل الاعلام في وقته، يقول، إن نسبة الفقراء المغاربة الذين يعانون من الحرمان الشديد بلغت 45 في المائة، موضحا أن 42 في المائة يعانون من فقر التعليم، و32 في المائة يقاسون على مستوى المعيشة، و 13 في المائة، يعانون فقر الصحة.
وتوقع هذا التقرير، أن ترتفع نسبة الفقر والحرمان في بلادنا، ما لم تكن هناك ثورة حقيقية وبنوايا حقيقية ضد الفقر.
علما ان الفقر، ليس دائما هو نصيب الفرد من الناتج الإجمالي الوطني، بل أيضا، هو التعليم غير النافع، والصحة القاتلة، والعمل الذي لا يضمن للشخص شراء الكبش وتوفير مصاريف التمدرس، وضمان عطلة في المستوى للأبناء..
اذن، ما الحل ..؟
الحل هو الذي يجب ان يشتغل عليه النموذج التنموي المرتقب، فهو مطالب بفك هذه العقدة، عبر خلخلة ” جبل” الفقر الذي استعصى على كل البرامج السابقة، بما فيها النموذج التنموي السابق، وبشهادة ملك البلاد.
فنجاحه، مرتبط بهذا الرهان…رهان استفادة المغاربة بالتساوي من اي نسبة من نسب النمو الاقتصادي الذي لا يراها السواد الأعظم من المغاربة الا في التقارير..اما كأوراق بنكية تدخل جيوبهم، فتبقى مجرد احلام…هذه كلها، عقد ومطبات يجب ان يحلها النموذج التنموي المرتقب، وإلا سيزداد فقراؤنا، وتصل سنة 2090، وتجدنا مازال نصفنا أمي.