بمجرد أن تطأ قدمك مصلحة الحالة المدنية التابعة للادارة العامة للأمن الوطني بمدينة تمارة، وتحديداً القسم المكلف بأخذ البصمات وتسليم البطاقة الوطنية، يلفت انتباهك من الوهلة الأولى حسن الاستقبال وبشاشة الموظفين والموظفات العاملين بهذا المرفق الحيوي.
ومن بين المواقف الإنسانية التي شدت انتباهي، تعامل الموظفة “إيمان”، المكلفة بأخذ البصمات، مع أحد المسنين الذي عانى صعوبة كبيرة في تحريك أصابعه، وهو ما جعل عملية أخذ البصمات تستغرق وقتاً وجهداً مضاعفين، ورغم ذلك، لم تفقد إيمان ابتسامتها ولا صبرها، وظلت تتعامل معه بكل احترام ورفق، في مشهد يجسد أسمى معاني الإنسانية في الإدارة العمومية.
هذا الموقف جعلني، بدافع التقدير، أطلب لقاء المسؤول الأول عن هذا القسم، لأكتشف أن خلف هذا الجو الإيجابي والعمل المتقن، يوجد رئيس حريص على ترسيخ قيم الخدمة العمومية النبيلة، السيد جمال الدين، رئيس المصلحة، أكد في حديثه على أن التفاني في خدمة المواطنين ليس مرتبطاً فقط بالراتب الشهري، بل ينبع من واجب أخلاقي وإنساني يحتم على الموظف أن يبذل قصارى جهده لتيسير الإجراءات وتقديم حلول عملية للمواطنين، خصوصاً الفئات الهشة كالمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
ورغم أن أداء هذا الواجب يدخل في صميم المهام اليومية لموظفي الأمن الوطني، إلا أن ما يُميز هذا الفريق هو الروح التي يؤدون بها عملهم، والتي تستحق منا كل التقدير والاحترام. وكما يُقال: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.
حقاً، إنها صورة مشرقة تعكس الوجه الإيجابي للإدارة المغربية حين تقترن المهنية بالإنسانية.