صدر حديثًا عن دار “مرسم” كتاب جديد بعنوان “من هو سي البكاي”، ضمن سلسلة “أعلام المغرب”، يحكي قصة امبارك البكاي الهبيل، أول وزير أول مغربي بعد الاستقلال، أعدت هذا العمل نعيمة لهبيل التاجموعتي، ابنة البكاي، التي أغنته برسومات توضيحية للفنان محمد خراط، وترجمه إلى العربية توفيق سخان.
يروي الكتاب بأسلوب سردي مشوق مسيرة سي البكاي، التي بدأت من أوج معاناة الاحتلال الفرنسي للمغرب، حيث فقد والده في حادثة مأساوية سنة 1914، وصولاً إلى دوره المحوري في تاريخ التحرر الوطني، ويستعرض الكتاب محطات بارزة من حياة البكاي، مثل رفضه التعاون مع الباشا الكلاوي، الذي قاد حملة ضد السلطان محمد الخامس، وتأكيده ولاءه للسلطان رغم الثمن الباهظ الذي دفعه من نفي، إقامة جبرية، وفقدان ابنته الصغيرة بسبب ظروف القمع.
كما يلقي الكتاب الضوء على إسهاماته غير المعروفة في الكفاح ضد الاستعمار، سواء كمحارب في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية أو كمفاوض بارز في محادثات استقلال المغرب.
ويكشف الكتاب عن تفاصيل تكليفه بتشكيل أول حكومة مغربية مستقلة عام 1955، بعد أن اعتبره الملك محمد الخامس الرجل الأنسب لهذه المهمة.
كتاب “من هو سي البكاي” ليس مجرد توثيق لمسيرة رجل، بل هو محاولة لإحياء ذاكرة مشتركة ونقلها للأجيال الشابة التي لم تعش مرحلة الحماية والاستقلال.