أكد سفير المغرب في روسيا عبد القادر الاشهب، يوم الخميس الاخير، أن المملكة المغربية تواصل، بتنسيق مع الدول العربية والإسلامية والقوى الدولية المحبة للسلام ،مساعيها الحثيثة للدفاع عن القدس ، بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية المتاحة.
وأضاف عميد السلك الدبلوماسي العربي المعتمد بموسكو، خلال المائدة المستديرة التي انعقدت بمقر المجموعة الإعلامية الدولية “روسيا سيغودنيا”بموسكو حول موضوع “الوضع في القدس وآفاق التسوية بمنطقة الشرق الأوسط”، أن المغرب اتخذ عدة مبادرات وقام بعدة خطوات عقب التطورات الاخيرة التي عرفها ملف القدس والقضية الفلسطينية ،لاسيما بعد إعلان الادارة الامريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها .
وأوضح السفير، أن ذلك الاعتراف كان محط متابعة دقيقة من قبل وزارة الخارجية المغربية لرصد وتقييم تداعياته على مسلسل السلام و الاستقرار و الامن في المنطقة وعلى فرص اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
وقال الدبلوماسي المغربي ،إن المملكة قامت اثر ذلك باتخاذ سلسلة من المبادرات ،من بينها توجيه رسالة ملكية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،الذي يرأس لجنة القدس ،الى الرئيس الامريكي والى الامين العام للأمم المتحدة وإصدار بيان في الموضوع .
وأوضح الاشهب أنه بالموازاة مع المبادرات الملكية الشخصية عمد المغرب الى المشاركة الفعلية في كل المبادرات الدبلوماسية على المستوى العربي والاسلامي والدولي ،إيمانا من المملكة بضرورة المساهمة في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق ونصرة القدس ،أولى القبلتين وثالث الحرمين.
وذكر السفير ان المملكة تقوم بعمل ميداني وفعلي يومي في القدس عبر ما تضطلع به وكالة بيت مال القدس ،بتويجه من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،مشيرا الى الانجازات و المشاريع الملموسة التي تم تحقيقها في مجالات الاسكان و التعليم والصحة و الشؤون الاجتماعية و العناية بالمرأة و الطفولة و الشباب والأشخاص في وضعية صعبة .
من جهة أخرى ،أشار الدبلوماسي المغربي الى أنه على المستوى الإنساني ساهم المغرب في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني ،وفي هذا الإطار أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس توجيهاته السامية لإقامة مستشفى عسكري ميداني طبي وجراحي بغزة بطاقم قوامه 97 عنصرا ،وإرسال 113 طنا من المساعدات الغذائية لفائدة سكان غزة و القدس ورام الله.
من جهته ،قال مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية، نبيل شعث، “لقد طالبنا في 1939 و 1969 بتأسيس دولة فلسطينية علمانية تتعايش فيها الديانات الثلاث للحفاظ على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية والحفاظ على السلام في منطقتنا، لكن هذا الاقتراح رفض من قبل الإسرائيليين”.
واضاف أن عملية السلام استقرت بأكملها على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس ، وحق الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم ،مشيرا الى أن إسرائيل “اتخذت قرارا حديثا يشير الى أن أرض القدس هي إسرائيلية بالكامل وليس من حق أي شخص تحديد عضويتها في هذه الأرض ،باستثناء الشعب اليهودي ، حيث وضعوا نظاما قانونيا عنصريا”.
وأبرز أن اسرائيل “تعمل على طمس الهوية الفلسطينية للقدس من خلال الإغلاقات التي يمارسها المتطرفون اليهود على المسجد الأقصى، والاعتداءات من اجل محو أي فرق بين القدس الشرقية والغربية، وبناء الطرق وتدمير المنازل الفلسطينية”، مشيرا الى أن الفلسطينيين في القدس “يقاومون بكل الوسائل السلمية الممكنة”.