شراكة استراتيجية لتأهيل مهن الشراء بالمغرب: خطوة نوعية لإرساء احترافية جديدة في سوق الاستشارة والتدريب.

هوسبريس_هيئة التحرير
في إطار سعيها لإعادة تعريف مهن الشراء وتعزيز الكفاءات المغربية في هذا القطاع الحيوي، أعلنت الجمعية المغربية لمجتمع الشراء (AMCA) ومجموعة AIM Performance عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية تروم تأسيس منظومة تكوينية حديثة تستجيب لمتطلبات سوق العمل في مرحلة ما بعد الجائحة.
تهدف هذه المبادرة إلى سدّ فجوة المهارات التي برزت بوضوح خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد التحولات الاقتصادية التي أبرزت الدور المركزي للمشترين داخل المقاولات، باعتبارهم فاعلين في تأمين السلاسل، تقليص التكاليف، وضبط جودة الخدمات.

استجابة لمرحلة ما بعد كوفيد-19
تأتي هذه الشراكة كتفاعل مباشر مع التحديات التي أفرزتها جائحة كوفيد-19، والتي فرضت على المهنيين في مجال الشراء تطوير قدراتهم الاستراتيجية أكثر من أي وقت مضى، وفي هذا السياق، أوضح الدكتور ياسين السرحاني، رئيس AMCA، أن الهدف هو “إحداث منظومة تدريبية متكاملة تراعي المهام الجديدة للمشتري داخل المؤسسات، وتعزز جودة منظومة الشراء واحترافيتها عبر برامج موجهة في التدريب، الاستشارة والتكوين.”

برامج تكوينية بمعايير جديدة
الاتفاقية تعتمد على إطلاق برامج معتمدة تستهدف ثلاثة مسارات رئيسية، تُعنى بتمكين المهنيين من آليات دقيقة لمرافقة التحول المتسارع في هذا المجال:
شهادة مستشار الشراء: برنامج موجّه لأخصائيي الشراء الراغبين في دخول عالم الاستشارة المهنية، مع التركيز على أدوات التشخيص ودعم المؤسسات في تحسين منظوماتها الشرائية.
شهادة مُكَوِّن الشراء: دورة تُعنى بإعداد الخبراء لنقل معارفهم وصياغة برامج تدريبية فعّالة عبر تقنيات هندسة التكوين والتأطير البيداغوجي.
مسار المدير المُدَرِّب (Manager Coach): تكوين يهدف إلى تعزيز مهارات القيادة لدى مديري الشراء، وتحويل دورهم نحو تطوير المواهب وبناء فرق أكثر استقلالية وفعالية.
كفايات شاملة تعيد صياغة دور المشتري
من جانبها، شددت الدكتورة فاطمة الزهراء مزيود بنيس، الرئيس التنفيذي لمدرسة المستشار والمكون، على أن الخبرة المطلوبة اليوم في مهن الشراء لا تقتصر على الجانب التقني فقط، بل تتجاوز ذلك إلى كفايات شمولية تُعزز قدرة المشتري على التشخيص، التكوين، وإدارة العمليات المعقدة.
وأكدت أن “المشتري الذي يتحول إلى مُكَوِّن أو مستشار لا يحتاج فقط إلى المعرفة، بل إلى إتقان دور المهندس البيداغوجي والمشخص الاستراتيجي، وهو ما ستعمل هذه الشراكة على ترسيخه بشكل منهجي.”
نحو اعتراف مؤسساتي بمهن الشراء
تمثل هذه الخطوة بداية لمسار جديد في المغرب نحو هيكلة وتثمين مهن الشراء، عبر توفير مسارات مهنية واضحة، شهادات معترف بها، وكفاءات تتماشى مع حاجيات المقاولات المغربية والدولية.
ومن المرتقب أن تُسهم هذه المبادرة في تعزيز تنافسية الشركات وتمكينها من مهنيين قادرين على قيادة التحول بكفاءة ومسؤولية داخل بيئة اقتصادية متقلبة.
بهذه الشراكة، يفتح المغرب صفحة جديدة في تطوير مهن الشراء، قائمة على الاحترافية، المعرفة الدقيقة، والكفايات القيادية اللازمة لمواكبة المستقبل.



اترك تعليقاً