الملك محمد السادس: موقف ثابت ومتميز تجاه الأزمة السورية

في خضم أزمة عربية اتسمت بالتردد والضبابية، برز الملك محمد السادس بموقف مبدئي وصارم تجاه الأزمة السورية، جسّد من خلاله رؤية واضحة تتسم بالإنسانية والعدل، كان الملك المغربي الحاكم العربي الوحيد الذي رفض مصافحة بشار الأسد، رافضًا إعادة سوريا إلى الجامعة العربية تحت حكم النظام الحالي، على الرغم من الضغوط السياسية والدبلوماسية التي أحاطت بهذا الملف.

الموقف المغربي لم يكن مجرد خطوة رمزية؛ بل جاء تأكيدًا على دعم الانتفاضة السلمية للشعب السوري في بداياتها، حيث شدد الملك محمد السادس على ضرورة احترام مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة، ورفض القمع الذي وُوجهت به حركتهم.

وتجسد هذا الموقف الإنساني في مبادرات عملية على أرض الواقع، كان أبرزها الأمر الملكي بإنشاء مستشفى ميداني مغربي في سوريا، لتقديم المساعدة الطبية العاجلة لضحايا النزاع، وقد لاقت هذه الخطوة إشادة دولية واسعة لما حملته من تضامن فعلي ودعم ملموس للشعب السوري المنكوب.

وهذا الالتزام بالقيم والمبادئ جعل صورة الملك محمد السادس حاضرة بقوة لدى الثوار السوريين، الذين عبروا عن امتنانهم وتقديرهم برفع صوره في احتفالاتهم، تعبيرًا عن احترامهم للموقف المغربي النبيل.

بهذا الدور الاستثنائي، أظهر الملك محمد السادس أن القيادة الحقيقية ترتكز على نصرة الشعوب ودعم العدالة والكرامة الإنسانية، بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة، وهو ما جعل موقف المغرب تجاه الأزمة السورية نموذجًا فريدًا في محيطه العربي والإقليمي.

اترك تعليقاً