بعث الملك محمد السادس برقية شكر وامتنان إلى رئيس جمهورية بنما، خوسي راوول مولينو كينتيرو، تقديراً لقرار بلاده الحاسم بخصوص قضية الصحراء المغربية، في خطوة تفتح فصلاً جديداً في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشاد الملك في برقيته بالقرار الذي اتخذته بنما يوم 21 نونبر 2024، واصفاً إياه بـ”الحكيم” و”الداعم للحقوق المشروعة للمغرب”، مؤكداً أنه يتماشى مع الشرعية الدولية ومع التحولات الإيجابية التي يشهدها المشهد الدولي حالياً.
وأكد العاهل المغربي أن هذه الخطوة تعكس التزام بنما بدعم السيادة المغربية، مضيفاً: “إذ أعرب لكم عن ارتياحي لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية بنما، فإنني أؤكد الإرادة الصادقة التي تحدونا لتعزيز روابط الصداقة والتعاون في جميع المجالات، بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.”
قرار تاريخي لصالح الشرعية الدولية
وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الخارجية البنمية، في بيان رسمي، تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع جبهة “البوليساريو” الانفصالية. وجاء في البيان: “وفقا لمقتضيات القانون الدولي، قررت حكومة بنما، اعتباراً من اليوم، تعليق العلاقات الدبلوماسية مع الكيان المسمى الجمهورية الصحراوية.”
وأكدت بنما أن هذا القرار ينبع من أولوياتها الوطنية ومبادئ سياستها الخارجية، مجددة التزامها بدعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق حل سلمي وعادل، ودائم لنزاع الصحراء، بما يرضي جميع الأطراف.
تعزيز التعاون بين المغرب وبنما
يُبرز هذا القرار تحولاً نوعياً في العلاقات بين المغرب وبنما، حيث يشكل قاعدة جديدة لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتجدد جمهورية بنما تأكيدها على نهج سياسة خارجية بناءة، تهدف إلى دعم السلم والأمن الدوليين، وإرساء أسس الحوار والتعاون متعدد الأطراف.
هذا التطور يؤكد تنامي التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل النزاع المفتعل حول الصحراء، ويُعد دليلاً إضافياً على تزايد عزلة “البوليساريو” على الساحة الدولية، في ظل تراجع الدول الداعمة لها عن مواقفها السابقة.
القرار البنمي يُعد إضافة قوية للزخم الدولي المؤيد لمغربية الصحراء، ويعكس اتجاهاً عالمياً داعماً للسلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.