في تدوينة له على حسابه في فيسبوك، وصف الكاتب الصحفي توفيق بوعشرين قرار المحكمة الجنائية الدولية الذي صدر مؤخراً ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”القرار التاريخي”، مؤكداً أن هذا القرار يضع نتنياهو في مواجهة مع العدالة الدولية في وقت يشهد فيه دعماً واسعاً من القوى الكبرى، وقال بوعشرين إن “نتنياهو أصبح الآن مطلوباً للاعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية بعد أن تم منع طائرته من الهبوط في أكثر من 120 مطارًا حول العالم”، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تشكل انتصارًا مهمًا للمجتمع الدولي الساعي لتحقيق العدالة.
بوعشرين لم يتوقف عند هذا الحد، بل أضاف بأن مناصري تيار “كلنا إسرائيليون” مطالبون الآن بالاختيار بين التبرؤ من نتنياهو وجزار غزة، والاعتذار للمغاربة والعرب وكل ضحايا غزة، أو التوجه لتشكيل لجنة تضامن مع نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تحت عنوان “Me Too” في إشارة إلى تضامنهم مع الجرائم الإسرائيلية في غزة.
وأكد بوعشرين في تدوينته أن الدماء التي سالت في غزة والقدس لن تذهب سدى، معتبراً أن تضحيات الفلسطينيين واللبنانيين في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال ستظل خالدة، مهما حاول المجتمع الدولي التستر عليها أو التعامل معها بمعايير مزدوجة، كما أكد على أهمية البناء على قرار المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تشهد دعماً سياسياً لإسرائيل من قبل بعض القوى العالمية.
وفي إشادة مباشرة بالمحكمة الجنائية الدولية، أثنى بوعشرين على شجاعة المدعي العام للمحكمة كريم خان وفريقه في اتخاذ هذا القرار، في وقت ما زال الكيان الإسرائيلي يحظى بدعم القوى الكبرى والصغرى، وهو ما يجعل من هذا القرار خطوة بالغة الأهمية على صعيد محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائم الحرب المرتكبة في غزة.
وفي سياق متصل، أكد بوعشرين أن وزيري خارجية هولندا وكندا قد أكدا بشكل علني تطبيق قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو دون تردد، وهو ما يعكس موقفًا متقدمًا في مواجهة الظلم الدولي، ويعزز الثقة في القضاء الدولي الذي بات يحظى بمصداقية أكبر في محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
يُظهر بوعشرين من خلال تدوينته هاته، أن القضية الفلسطينية، وإن حاول المجتمع الدولي تجاهلها أو التعامل معها بشكل غير عادل، تظل في قلب الضمير العالمي الذي سيبقى يقظًا ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي.