يحيي الشعب المغربي، غدًا الاثنين، الذكرى الـ69 لعيد الاستقلال المجيد، وهي محطة تاريخية ترمز إلى تلاحم فريد بين العرش العلوي والشعب المغربي في معركة التحرر من الاستعمار وبناء الدولة الحديثة، هذه الذكرى تمثل لحظة فخر واعتزاز بصفحات مشرقة من تاريخ الكفاح الوطني، الذي شكل مدرسة للأجيال في التضحية والدفاع عن قيم الوطن ووحدته الترابية.
برزت معالم هذا النضال مبكرًا مع الحركة الوطنية التي انطلقت في الثلاثينيات، حيث قادت معركة سياسية وثقافية هدفت إلى توعية الشعب بمشروع التحرر الوطني، توج هذا المسار بزيارة الملك الراحل محمد الخامس التاريخية لطنجة سنة 1947، والتي كرست تشبث المغرب بهويته ووحدته، ورغم محاولات المستعمر كبح جماح هذا النضال عبر نفي الملك وأسرته، فإن إرادة الأمة ظلت صامدة، لتتفجر ثورة الملك والشعب عام 1953، والتي أفضت إلى انتصار الإرادة الوطنية واستعادة الاستقلال عام 1955.
هذا الإنجاز التاريخي لم يكن إلا بداية معركة جديدة لبناء المغرب الحديث، وفق رؤية الملك محمد الخامس الذي أعلن الانتقال من “الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”، واستكمل الملك الحسن الثاني هذه المسيرة باسترجاع الأقاليم الجنوبية عبر المسيرة الخضراء، وبناء دولة المؤسسات الحديثة.
واليوم، يواصل الملك محمد السادس تعزيز هذه المكتسبات عبر مشاريع تنموية كبرى وتحديث شامل يجعل من المواطن محور السياسات الوطنية.
عيد الاستقلال ليس فقط ذكرى وطنية، بل هو دعوة متجددة لاستلهام قيم التضحية والوحدة، وترسيخ روح المواطنة، من أجل مستقبل زاهر لوطن يتمسك بجذوره ويتطلع بثقة نحو غد أفضل.