
الآمال معلقة على ما تبقى من نونبر وبداية دجنبر
حالة من الترقب والتخوف، تعم مجموعة من الفلاحين، في جهات المغرب، جراء تأخر نزول الأمطار، خلال هذا الموسم، عقب عمليات الحرث والتسميد لعدد من الأراضي الفلاحية، فأغلب الفلاحين وخاصة الصغار منهم، ترتبط حياتهم بالفلاحة، الأمر الذي يجعل من تأخر سقوط الأمطار عاملا مؤثرا على مصدر دخلهم.
وفي هذا السياق أكد خبير مغربي، متخصص في علم المناخ، أنه بالفعل المغرب يعيش وضعية مناخية جديدة، وهذه الوضعية تتميز بالقساوة أو التطرف على ما كان معهودا في العهد القديم، إذ أن سنوات الجفاف كانت تدوم سنة أو سنتين أو حتى ثلاث سنوات، وفق شروط وظروف مغايرة لما نشهده.
وأضاف المصدر ذاته، بأن الاحترار الذي تعرفه الأرض على صعيد الكرة الأرضية، برمتها فرض تغيرا على الدورة الهوائية، وأصبحنا نشهد دورة هوائية جديدة، تتميز بهيمنة الدورة الهوائية الطولية، أي أن الهواء ينتقل من الغرب إلى الشرق، ويتقدم إلى الداخل، ويتحرك بتموج من مرتفَع حار إلى منخفَض حار، وتتميز هذه الدورة بتداخل الكثل الدافئة المنبعثة من الجنوب والمندفعة نحو الشمال، تتلوها كثل هوائية باردة تصل إلى شمال إفريقيا مضيفا، أن المناخ، الذي استقر منذ بداية هذا القرن وأصبح يتميز بتوالي البرودة والرطوبة والحرارة والجفاف، قسم منه حار وجاف وقسم بارد.
وأشار إلى أن المغرب بات يعيش جفافا مرحليا حادا وقاسيا، تتلوه أمطار غزيرة، لأن الحرارة مرتفعة، يمكن أن تنكسر بعودة مفاجئة للبرودة أو التساقطات المطرية أو الصقيع أو الثلوج.
بالمقابل أكد أحد الفلاحين بإقليم الجديدة في تصريح ل “هوسبريس” إنهم مازالوا ينتظرون بفارغ الصبر نزول الأمطار، قائلا: “أملنا في الله كبير، وها نحن ننتظر الغيث، لقد تعودنا في بعض المواسم على تأخر الأمطار خصوصا في شهر أكتوبر ونونبر، لكن الله كان دائما يفرجها علينا، وهذا ما نتمناه خلال هذا الموسم”.
وأضاف أن الماشية تتأثر بشكل كبير، وتزيد من محنة الفلاح في شراء العلف، أمام غياب الكلأ الذي تحتاجه الماشية للرعي، بينما عبر آخر من إقليم الخميسات عن قلقه من تضرر القطاع الفلاحي بالمنطقة جراء تأخر الأمطار خصوصا علف الماشية والقطاني.
وبخصوص الزراعات البورية، قال إن الوقت ما زال في صالح الفلاحين إلى حد ما، وفي حال هطول الكميات الكافية من التساقطات المطرية خلال الأيام القليلة المقبلة، فبإمكان الفلاحين تدارك الموقف