الحاجة إلى نخب سياسية تحظى بالاحترام


عبدالنبي مصلوحي

مثلما اقتنع المغرب بعدم نجاعة النموذج التنموي السابق، و وفكر في جيل جديد من الحلول لمعضلة الترهل التنموي، عبر إيجاد نموذج تنموي جديد، يجب أن يفكر في ابداع مسالك جديدة تسمح ببروز جيل جديد من النخب السياسية، تكون من طينة مختلفة، لأنه لا يجب توقع الكثير من النموذج التنموي الجديد إذا عهد بتفعيله الى نخب موروثة عن النموذج التنموي القديم، بل وكانت جزءا من أسباب فشله.
هذه الحقيقة المتمثلة في الحاجة الى جيل جديد من الساسة ممن تفرزهم الانتخابات لتدبير الشأن العام، تظهر مفضوحة مع كل محطة انتخابية، وخاصة الاخيرة، التي تم تحميلها رهانات فاقت كل ما جادت به، حيث زاد منسوب عدم الثقة في الفاعل السياسي انخفاضا، ومؤشرات أخرى كثيرة ظهرت مع تشكيل المجالس الجماعية بكثير من جهات المملكة، تقول إننا في حاجة ماسة الى نخبة سياسية جديدة، تعيد اللحمة بين الفعل السياسي و المواطن.
إن هذه الصورة الغير طبيعية، بالنظر إلى طرفيها، النموذج التنموي الذي يستشرف المستقبل ونموذج النخبة السياسية التي تجد صعوبة في الانسلاخ من جلدها الماضوي، خلقت لدى الشباب المغربي وعموم المغاربة المهتمين بتتبع أخبار المؤسسات المنتخبة، جوا نفسيا متوترا يغذي بشكل كبير تنامي النفور من السياسة و ما تفرزه من نخب لتكون بمواقع تدبير الشأن العام بمجالس الجماعات الترابية، وغيرها..خاصة، عندما يسمع المواطن بوجود صراعات وتدافعات تافهة داخل كثير من هذه المجالس لأسباب لا علاقة لها بالشأن العام..تافهة ورخيصة جدا، تدعو الى الشفقة..
لهذا، فإن القطار الذي يود المغرب ركوبه نحو محطات المستقبل، يحتاج الى نخب سياسية من طينة مختلفة، تكون قادرة على ممارسة الحكامة و تدبير الشأن العام بمستوى عال، تكون قادرة على التضحية و خلق الامل، نخب براغماتية، لها قدرة على القيادة و تشخيص الواقع وفهم معضلاته، لابتكار الحلول المناسبة، نخب تخدم الصالح العام من أجل المصلحة العليا للوطن، وليس التي لها “دماغ” مربوط بحبل غليظ مع المصالح الذاتية و مواقع التربص بالمال العام والريع والمنافع الرخيصة والتافهة..نخب تكون لديها القدرة والرغبة عندما تكون في مواقع تدبير الشان العام على التصدي لمعيقات التنمية، بعيدا عن مكر السياسة، والشعبوية التضليلية.
فمواطن اليوم، لم يعد هو نفسه مواطن الأمس ..مواطن اليوم في حاجة إلى نخب سياسية حقيقية، تمتلك قوة التأثير والنفوذ، وتحظى بالاحترام والثقة، حتى تكون قادرة على الدفاع عن مصالح الساكنة.

Related Posts

خريطة المغرب الكاملة ترفرف في قمة الرقابة المالية بجنوب إفريقيا: إشعاع دبلوماسي ورسائل قوية.

شاركت زينب العدوي، الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، على رأس وفد مغربي في قمة الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة لدول مجموعة العشرين، المنعقدة يومي 24 و25 يونيو 2025 بمدينة جوهانسبورغ،…

الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا يؤكد دعم منظمته لسيادة المغرب ووحدته الترابية.

الرباط – عبّر الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، كاو كيم هورن، عن دعم منظمته الثابت لاحترام سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية، وذلك خلال زيارة عمل رسمية يقوم…

اترك تعليقاً

You Missed

طرفاية: مدير متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري يسلط الضوء على تاريخ المتحف ومكانته الرمزية.

طرفاية: مدير متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري يسلط الضوء على تاريخ المتحف ومكانته الرمزية.

خريطة المغرب الكاملة ترفرف في قمة الرقابة المالية بجنوب إفريقيا: إشعاع دبلوماسي ورسائل قوية.

خريطة المغرب الكاملة ترفرف في قمة الرقابة المالية بجنوب إفريقيا: إشعاع دبلوماسي ورسائل قوية.

المغرب يتولى رئاسة لجنة أممية للفضاء بفيينا بدعم إفريقي بالإجماع.

المغرب يتولى رئاسة لجنة أممية للفضاء بفيينا بدعم إفريقي بالإجماع.

المغرب يرسخ موقعه كمركز استراتيجي لدمج الغاز العائم في التحول الطاقي.

المغرب يرسخ موقعه كمركز استراتيجي لدمج الغاز العائم في التحول الطاقي.

إيران تعتذر لقطر: الهجوم على “العديد” لم يستهدفكم.

إيران تعتذر لقطر: الهجوم على “العديد” لم يستهدفكم.

ترمب: دمرنا منشآت إيران النووية كما فعلنا بهيروشيما… وأنهينا الحرب.

ترمب: دمرنا منشآت إيران النووية كما فعلنا بهيروشيما… وأنهينا الحرب.