عرفت مخيمات تندوف ، صراعا مسلحا بين عصابتين تمتهنان تجارة المخدارت والتهريب ،مما أثار الرعب في نفوس الساكنة ، وحرمها النوم ، وأدخل النساء في حالة من الهلع ، وسط ترقب لنتيجة المواجهة بين العصابتين المتناحرتين ، التي أسفرت عن احراق سيارة خاصة ، والحاق أضرار مادية ببعض المحلات .
المواجهة المسلحة بين العصابات ، أصبحت مألوفة لدى الساكنة ، في ظل غياب الأمن ، وتفشي الفساد ، وتورط كبار قيادات البوليساريو في بيع وتهريب المخدرات ، ما يجعل المجرمين يتلقون الحماية منهم ، ويستمدون جرأتهم من العلاقة مع مسؤولي البوليساريو، الذين يغضون الطرف عن الأفعال الاجرامية لعصابات تهريب وترويج المخدرات ، الأمر الذي سبب انفلاتا أمنيا واضحا ، أدى الى اصابات وجروح واعتداءات على ملك الغير ، واختطاف الأشخاص منهم نساء تعرضن للاغتصاب ، دون أي حساب أو متابعة.
وتورطت عناصر تابعة لميليشيات البوليساريو في سرقة أغنام بعض الكسابة، آخرها ما حدث لأحدهم تفاجأ بوجود سيارة للشرطة ليجد عناصرها يسرقون أغنامه ويحملونها داخل سيارتهم ، وهذا دليل واضح على حجم الفساد المستشري، ويفضح ما وصلت إليه أجهزة قمع البوليساريو ويشي بالجوع ونقص المؤونة داخل المخيمات حتى بلغ الأمر لهذا الحد.
الواقع الأمني المتردي ، يسائل النظام الجزائري الذي يحمي ميليشيات البوليساريو ، ويطلق يدها داخل المخيمات ، ويكتفي بالتفرج عن بعد في استحقار وتعنيف الصحراويين ، وتعريضهم لشتى أصناف السرقات المقرونة بالاهانة العلنية،علاوة عن الاستعمال المتكرر للأسلحة في تصفية الحسابات، وما يخلف من آثار نفسية على الاطفال الصغار والنساء والشيوخ.
فكيف يستقيم قبول بقاء عصابة مسلحة ، توفر الأسلحة للمجرمين وقطاع الطرق ، وتطلقهم في وجه الصحراويين المدنيين دون رحمة ولا شفقة ليصادروا ممتلكاتهم ويسلبوهم شرفهم ، ويطوعونهم ليصبحوا كراكيزا تحركها أياد قيادتهم