فاتح ماي أو بالأحرى عيد العمال، والذين لا عيد لهم في جنوبنا الشرقي إلا المشقة “تمارا” والمعاناة المستمرة و الحقوق مهضومة، في غابة لا تنظر إلى العامل إلا كأداة وجب توظيفها واستغلالها،دون أي رحمة وبأجر زهيد لا يكفي للعيش بكرامة وما بالك إذا حل المرض وخرت القوى ،فحدث ولا حرج.
تلك هي حالة عمال النظافة بجماعتنا”جماعة النقوب” بإقليم زاكورة، فلا جديد في عيد العمال سيغير معاناة هؤلاء العمال البسطاء، الذين يسهرون كل يوم في جمع أزبالنا و نفاياتنا فوق شاحنة لا تصلح إلا لأشغال البناء، وليس لحمل الأزبال، نظرا لأن أكياس الأزبال تفوق في الكثير من الأحيان علو هذه الشاحنة الغير مجهزة لهذا الغرض.
إنهم عمال النظافة وليسوا “أيت الزبل” كما اعتاد الكثيرون وصفهم،نحن من نصنع الأزبال،وهم يعلموننا أروع القيم في الحفاظ على البيئة والمحيط.
هم من ينحنون كل يوم على الطرقات،ليلتقطوا نفاياتنا:
قشور فواكه، علب مأكولات أو مشروبات يرمي بها أبناؤنا بعد خروجهم من محلات المواد الغذائية،روث حيوانات أو نفايات مقاهينا أو فنادقنا ،أغبرة ونفايات ورقية في مكاتب إداراتنا…. واللائحة طويلة بل بعضها كريه الرائحة و يتجمع حوله الذباب في كل مكان ،بل أحيانا يرغم هؤلاء العمال البسطاء على حمل نفايات ثقيلة جدا مثل عجلات المركبات المهترئة أو مواد بناء.
عمال بسطاء يستيقظون باكرا،تاركين عائلاتهم وأولادهم يجوبون شوارع بلدة النقوب ،لالتقاط النفايات هنا وهناك،مستعملين بعض المكنسات،التي تكاد تشيخ أسنانها من شدة استعمالها،وبعضهم لا يمتلك لباس يحميه “كومبليزون” ولا “البوط” ولا يضعون أي واقيات من الروائح الكريهة.
وقد سر لنا أحدهم معبرا عن سخطه من الوضعية المزرية قائلا: ” تعبنا من مطالبة المسؤولين علينا في جماعة النقوب في توفير وسائل الوقاية مثل البوط و وسائل أخرى تحمينا من الإصابات أو الأمراض ” وقال زميل له وهو عامل نظافة أيضا ساخطا” أور إلي أوميا ،أوردياغ أكان غس تشطابت إنيناك خدمات،دالخلاص أوراغ إگي ،أدجن إگ نمرض مراغ إدوان”.
نعم شوارع النقوب نظيفة بسواعد هؤلاء ،العمال الأوفياء، الذين يعانون في صمت ولا أحد يكترث لهم .فإلى متى يعانون الأمرين؟؟