حسن غوتي
رغم استفادتهم من جرعتي اللقاح ضمن الحملية الوطنية للتطعيم ضد كورونا، فإن عددا من المواطنين المغاربة مهددون بالإصابة بالفيروس، نظرا لعدم التزامهم بالتدابير الاحترازية الوقائية بعد التلقيح، مما يجعلهم عرضة للإصابة.
وعزا هؤلاء، ظهور حالات إصابة بالفيروس في كل من مكناس والدار البيضاء إلى استهتار وتهور الشخص الملقح، لأنه رغم نجاعة لقاح ” سينوفارم” الصيني حيث تصل إلى 80 بالمائة، فإن 15 بالمائة من الملقحين به قد يصابون بالفيروس.
وفي هذا الصدد، قال مولاي المصطفى الناجي، خبير الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن الشخص الملقح تلزمه مدة تزيد عن ثلاثة أشهر لاكتساب المناعة ضد فيروس كورونا، لكن غالبية الملقحين لا يتقيدون بهذه المدة، مشيرا في تصريح ل “هوسبريس” أن المواطن الذي أخذ الحقنة الأولى أو الثانية يعتقد أنه بات محميا من الفيروس، وهذا خطأ كبير يقع فيه بعض المغاربة، علما أن الملقح لا يكتسب المناعة إلا بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف، والتي تختلف من شخص لآخر حسب السن والحالة الصحية.
ودعا المتحدث، المغاربة خصوصا الملقحين منهم إلى أخذ مزيد من الحيطة والحذر، لتجنب الإصابة بالوباء، لأنه رغم استفادتهم من اللقاح فهم غير محميين بنسبة مائة بالمائة، بدليل أن شخصا بمدينة الدار البيضاء تعرض للإصابة بالفيروس مع أنه استفادة من اللقاح، على اعتبار أنه لم يلتزم بالمدة الكافية لكي يكتسب جسمه الحماية الكافية ضد الفيروس، وهذا يحدث ليس في المغرب فحسب بل في العالم ككل.
وأوضح مولاي المصطفى الناجي، أن نجاعة اللقاح لا تكتمل إلا بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف من أخذ حقنتي اللقاح، وخلال هذه المدة يتوجب على الأشخاص الملقحين التقيد بالتدابير الاحترازية من تباعد إضافة إلى الوقاية.
من جهته قال البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، الأحد، إن النسخة المتحورة من فيروس كورونا، المعروفة باسم “دلتا” وصلت للمغرب، وستكون السلالة السائدة بعد أسابيع.
ودعا إبراهيمي في تدوينة له، إلى إدخال هذه السلالة في معادلة أخذ القرار، لكونها تتفشى أسرع بـ60 في المائة من متحور “ألفا” الموجود في المغرب منذ يناير الماضي، وهذا الأخير يتفشى بدوره أسرع بـ60 في المئة من سلالة ووهان.
ونفا إبراهيمي، أن تكون اللقاحات الموجودة لا تحمي من المتحور دلتا، مشيرا إلى أن كل البيانات العلمية وآخرها المتعلقة بلقاحات أسترازينيكا وجونسون، أظهرت أن كل اللقاحات تحمي ضد المتحور دلتا، وهناك حث على التلقيح بجرعتين للحماية ضد هذه السلالة.
كما أكد الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن تعرض الأشخاص الذين استفادوا من الحقنة الأولى من اللقاح أمر وارد، وكذلك الأمر يهم الفئة التي استفادت من الحقنة الثانية خلال الأسبوعين الأولين من تلقيها، مشددا على أنه من بين كل 100 شخص تلقوا الجرعة الثانية، يمكن أن يصاب 6 أشخاص على الأكثر، ويدخل واحد منهم قسم الإنعاش، لكن لا يجب أن تتجاوز الإصابات والحالات الحرجة هذه الأرقام.
واستطرد قائلا ” أن فعالية لقاح “فايزر” 95 بالمائة و”سينوفارم” 79 بالمائة و”أسترازينيكا” 70 بالمائة و”جونسون أند جونسون” 60 بالمائة، ومعنى ذلك أن 100 شخص الملقحين ليسوا كلهم محميين، بل لابد أن يصاب البعض منهم بالفيروس، مشيرا إلى أن احتمال الإصابة مرتبط بدرجة فعالية اللقاح.
وبخصوص الحالات التي تلقت الجرعة الثانية، وتعرضت للإصابة أكد الدكتور حمضي، أنه من النادر جدا أن يدخل هؤلاء إلى قسم الإنعاش أو التعرض للوفاة، وفي حالة حدوثه فإن ذلك مرتبط بالحالة الصحية للملقح أيضا.
وقال إذا افترضنا أن عدد الملقحين وصل إلى أكثر من 9 ملايين فحدوث الوفاة أو الإصابة بكورونا يبقى أمرا نادرا