
هوسبريس ـ متابعة
أكد الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية، نيكولا ساركوزي، اليوم الجمعة 13 شتنبر الجاري بالدار البيضاء، أن المغرب بلد مهم بالنسبة للتوازن بحوض البحر الابيض المتوسط ، على اعتبار أنه يشكل قطب استقرار في المنطقة.
و أعرب ساركوزي ، الذي كان يتحدث خلال ندوة مدرجة في اطار فعاليات الدورة الثانية للجامعة الصيفية للاتحاد العام لمقاولات المغرب بعنوان ” العالم في تطور مستمر وسريع! أي اقتصاد من أجل المستقبل؟” عن حبه للمغرب ومدى تعاطفه الكبير مع المغرب و المغاربة .
و لم يخف الرئيس الفرنسي السابق تعلقه بشخص جلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أنه يتابع باهتمام بالغ كل ما أنجزه جلالته و ما حققه منذ تربعه على العرش.
و أضاف ساركوزي ،الذي حل ضيف شرف على النسخة الثانية للجامعة الصيفية للاتحاد العام لمقاولات المغرب ،أن ” هناك العديد من الخطوات المحسوبة نحو الحداثة خاصة خلال فترة الربيع العربي ، والتي أعطى خلالها المغرب درسا في الاستقرار”، مبرزا أن “الاستقرار الذي منحه جلالة الملك محمد السادس للمغرب يعد أسمى نعمة يتمتع بها المغرب”، الذي يزخر بإمكانيات سياحية استثنائية. وأبرز الرئيس الفرنسي السابق ،خلال تبادل وجهات النظر مع نخبة من رواد الأعمال ، أن المملكة تتمتع أيضا بإمكانات اقتصادية رائعة وإرادة سياسية لحماية البيئة وربط العلم بالتقدم، معتبرا أن التنمية في المغرب يجب أن ترتكز على تنمية حوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله.
وعلى غرار الاتحاد الأوروبي ، الذي كان قائما على اتحاد الفحم والصلب ، دعا السيد ساركوزي الى تنظيم منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال سوق مشتركة حول قطاعي المياه والسياحة واللذان يشكلان موضوعان رئيسيان في المنطقة.
على صعيد آخر ، لاحظ ساركوزي أن المؤسسات الدولية لم تعد تتوافق مع واقع عالم اليوم بسبب ضعف تمثيلية الدول العربية والإفريقية ودول أمريكا الجنوبية ، داعيا من هذا المنطلق إلى التفكير فيما يجب أن تكون عليه منظمة دولية تأخد بعين الاعتبار خصوصيات علاقات القوة الموجودة حاليا.
و في معرض حديثه عن المخاطر التي قد تسبب في حدوث أزمة مالية جديدة ، حذر ساركوزي من الاصدار المفرط للعملة ، مما يجعل مستوى الكثلة النقدية غير متوازن مع حجم الخلق الحقيقي للثروة ، وبالتالي تقليل قيمة النقود من خلال انخفاض أسعار الفائدة.
وحذر من أن الوضع الحالي ،الذي يغلب عليه طابع المضاربة ، قد يؤدي الى بروز أزمة من شأنها أن تكون في حد ذاتها فرصة للتغيير وحافزا معجلا على اتخاذ القرارات ، وبالتالي المساهمة في الخروج من حالة الركود الذي لا يمكن تجاوزها في مرحلة الاستقرار.