
هوسبريس_ عالي البريكي
في إطار استراتيجيته الرامية إلى تعزيز القدرات العسكرية واللوجستية، وقّعت القوات الجوية الملكية المغربية عقداً جديداً مع شركة L3Harris Technologies الأمريكية، يهدف إلى تحديث شامل لأسطولها من طائرات النقل العسكري C-130 Hercules، التي تُعد من أبرز الطائرات التكتيكية متعددة المهام على الصعيد العالمي.
ويشمل هذا المشروع تحديثاً متكاملاً لأنظمة الطيران المتقدمة (Avionics) والطاقة والدفع، بالإضافة إلى صيانة شاملة للهياكل والمحركات، إلى جانب توفير خدمات الدعم الفني واللوجستي. ومن شأن هذه التحديثات أن ترفع من الجاهزية العملياتية والقدرة على الاستجابة السريعة لمختلف المهام الجوية، سواء كانت عسكرية أو إنسانية.
وستنطلق عمليات التحديث في منشآت شركة L3Harris بمدينة واكو بولاية تكساس خلال العام الجاري، على أن تمتد مراحل التنفيذ إلى غاية سنة 2029، وفق جدول زمني يضمن استمرارية عمل الأسطول المغربي دون التأثير على قدرته التشغيلية.
وفي هذا السياق، صرح جيسون لامبرت، رئيس قسم الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة في الشركة الأمريكية، قائلاً:
“نحن فخورون بتوقيع هذه الاتفاقية التي تمثل بداية شراكة استراتيجية وطويلة الأمد مع القوات الجوية الملكية المغربية. بفضل خبرتنا العميقة في تحديث أنظمة الطيران، سنوفر للمغرب حلولاً تقنية متطورة تضمن تعزيز الأداء وإطالة العمر التشغيلي لطائرات C-130.”
وتُعد طائرات C-130 Hercules حجر الزاوية في أساطيل النقل الجوي العسكري، لما توفره من مرونة تشغيلية عالية، وقدرة على الإقلاع والهبوط من مدارج غير معبّدة أو ترابية، فضلاً عن قدرتها على تنفيذ المهام في ظروف بيئية صعبة.
وتتميز هذه الطائرات بقدرتها على:
-
نقل الأفراد والمعدات والآليات العسكرية الثقيلة؛
-
تنفيذ عمليات الإخلاء الطبي في حالات الطوارئ؛
-
الإسقاط الجوي للعتاد والذخائر والمواد الإغاثية؛
-
دعم المهام الإنسانية في المناطق المتضررة؛
-
نقل مروحيات خفيفة ومركبات مدرعة؛
-
إسقاط حمولات تصل إلى 19 طناً بفضل باب التحميل الخلفي المصمم خصيصاً لهذه الأغراض.
وتُمكن عجلاتها المتينة من الهبوط في المنشآت الوعرة والنائية، ما يمنحها تفوقاً في ساحات القتال وفي حالات الطوارئ المدنية.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من رؤية المملكة المغربية لتحديث ترسانتها الجوية وتعزيز قدرتها على التدخل السريع، في سياق إقليمي ودولي يشهد تحديات أمنية متنامية. وبهذا التحديث، يُعزز المغرب مكانته كقوة إقليمية ذات جاهزية عالية واستعداد دائم لمواجهة مختلف السيناريوهات.