
هوسبريس
بعد الاعلان المفاجىء الاحد الماضي عن قرار الاندماج، من جانب مؤتمر استثنائي لحزب الزيتونة، مشكوك في مصداقيته حسب المتابعين، بين جبهة القوى الديموقراطية وحزب العهد الديموقراطي، وضع عبدالمنعم الفتاحي، الامين العام لحزب العهد الديموقراطي النقط على الحروف، واكد في تصريح حصري لجريدة هوسبريس الالكترونية ان ” حزب العهد الديموقراطي الى حدود هذه الدقيقة وهذه الثانية لم يندمج مع احد ولن يندمج مع اي حزب كان”.
وقال في ذات التصريح، الذي تحتفظ الجريدة بتسجيل له،
إن ما اقدم عليه المصطفى بنعلي، في فاس الاحد الماضي، من اعلان حول اندماج العهد الديموقراطي في جبهة القوى الديموقراطية، يلزمه وحده، ولا يلزم قيادة حزب العهد، وان حزبه مازال قائم الذات، ولا علم له بهذا الاندماج، ولا ينوي ذلك مع اي كان.
واوضح، عبدالمنعم الفتاحي، ان الاندماج بين الاحزاب السياسية، يخضع لقوانين ومساطر تؤطره، تبدأ بمصادقة المؤتمرات، وتنتهي بايداع الوثائق لدى وزارة الداخلية، بعد توقيعها من قبل الامناء العامين، وهذا كله لم يحصل، أما اندماج الاحد الوهمي، فهو حسب الفتاحي، لا يلزم سوى صاحبه الذي اعلن عنه من جانب واحد، لاسباب تخصه، اما حزب العهد، فهو غير ملزم به، ولا حتى بالرد عليه.
وبخصوص اللغط الإعلامي الذي تلا قرار الاندماج الكاذب من جانب المصطفى ينعلي وبعض اتباعه، قال عبدالمنعم الفتاحي، انه غير مجبر على الرد على اي هيئة او شخص تحدث من تلقاء نفسه عن حزب العهد الديموقراطي.
وللتأكيد الرسمي على موقف حزب العهد الديموقراطي من هذا الاندماج الكاذب، تؤكد مصادر الجريدة ان عبدالمنعم الفتاحي اطلع وزارة الداخلية على حيثياته عبر رسالة اودعها لدى المصالح المكلفة بالشأن الحزبي، ينفي فيها اي اندماج مع حزب جبهة القوى الديموقراطية.
وحسب المعلومات المتحصل عليها، فان عبدالمنعم الفتاحي، لم ينتدب احدا ليتكلم باسمه في المؤتمر الذي عقده المصطفى بنعلي في فاس، مثلما ان قصة عدم حضوره اشغال المؤتمر، يعود لتعرضه لحادث ين الناضور وفاس، هي حسب ذات المصدر قصة من نسج خيال الراوي، لان حضور هذا المؤتمر لم يكن مدرجا اصلا في اجندة الامين العام لحزب العهد الديموقراطي، ولا في اجندة نائبه الاول الذي هو الطيب البقالي، البرلماني بالغرفة الثانية.
وحول الاسباب التي اوقعت المصطفى بنعلي في هذا الكمين الخطير.، يرى المتابعون انها الضغوط التي يعيشها، بسبب اقالته من طرف حزبه، وانتخاب قيادة جديدة في مؤتمر استثنائي في الجديدة منتصف الشهر الماضي، وبسبب الدعاوي القضائية الكثيرة المرفوعة ضده في قضايا تهم تزوير مخرجات المؤتمر الوطني الخامس للجبهة، ومخرجات احدى دورات المجلس الوطني، والديون الكثيرة التي تراكمت في عهده على الحزب وجريدة المنعطف، لسان حال الحزب، هي التي دفعت به، حسب المتابعين، الى هذا التهور الذي لا يسقط فيه مبتدىء في السياسة، ظنا منه ان هروبه الى حزب آخر يمكن ان يخلصه من هذه الورطة، ويجذب له بعض الثقة ممن بقي حوله من جبهة القوى.
وتجدر الاشارة، كذلك، الى انه كان هناك حديث بين حزب العهد وحزب جبهة القوى الديموقراطية قبل بضعة اشهر حول صيغة معينة من صيغ التحالف، وحسب بعض المصادر، توجد بين يدي المصطفى بنعلي، وثيقة اتفاق مبدئي مع عبد المنعم الفتاحي، وقعها له منتصف الشهر الماضي في الناضور، ولكن ما تتضمنه يبقى مجرد اتفاق مبدئي، يحتاج الى موافقة وتصويت اجهزة العهد الديموقراطي، التي عبرت لأمينها العام صراحة قبل ايام، حسب المصادر. عن رفضها المطلق لاي اندماج مع حزب غارق في المشاكل.
غير ان خرجة فاس التي لم يحسبها بنعلي المقال جيدا، يتأكد للمتتبع من خلال تصريح الامين العام لحزب العهد ل “هوسبريس” انها كانت قفزة في الهواء، وان من اشار على بنعلي بها، فقد قاده، حسب المتابعين، الى التورط في صدام مجاني مع قيادة حزب سياسي محترم.