
أثار إمام مغربي يُقيم في هولندا موجة جدل واسعة، بعد أن شارك في زيارة رسمية إلى إسرائيل، وهو ما دفع إدارة مسجد بلال في مدينة ألكمار إلى اتخاذ قرار فوري بإنهاء مهامه وعزله من منصبه.
وأفاد بيان صادر عن إدارة المسجد، نُشر عبر حساب المؤسسة على “إنستغرام”، أن الإمام يوسف مصبح أبلغهم بنيته التغيب لأسباب شخصية، قبل أن تكتشف الإدارة مشاركته في “زيارة تطبيعية” شملت لقاءً مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ووصف البيان تلك المشاركة بـ”الخيانة الأخلاقية”، مؤكداً أن المسجد يرفض بشكل قاطع هذه الخطوة ويقطع علاقته نهائياً بالإمام.
الزيارة التي أثارت الجدل، نظّمتها مؤسسة أوروبية تُعنى بتعزيز الحوار بين المسلمين واليهود، وضمّت 15 إماماً قدموا من عدد من الدول الأوروبية، من بينها فرنسا، بلجيكا، إيطاليا، والمملكة المتحدة. وتضمنت الجولة زيارة عدد من المواقع الدينية في القدس، بينها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، بالإضافة إلى زيارة الكنيست ومتحف “ياد فاشيم” لتخليد ذكرى ضحايا المحرقة.
وأفادت صحيفة “دي تلغراف” الهولندية أن الوفد أدى خلال لقائه مع الرئيس هرتسوغ النسخة العربية من النشيد الوطني الإسرائيلي “هاتكفا”، ما اعتُبر إشارة رمزية قوية في سياق التطبيع.
وتوالت ردود الفعل الغاضبة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث وُجهت إلى الإمام انتقادات لاذعة ووُصف بـ”الخائن” و”العار”، كما تعرّض لهجوم لفظي من قبل شخصيات متطرفة، من بينها الجهادي الهولندي المغربي الأصل رشيد بوعبيد، المعروف بلقب “أبو خزيمة”، الذي استخدم آيات قرآنية لتكفير الإمام والدعاء عليه.
في المقابل، لم يصدر أي رد رسمي من الإمام يوسف مصبح حتى الآن، وسط استمرار الجدل في أوساط الجالية المسلمة بأوروبا، ففي حين ترى شريحة واسعة أن ما قام به الإمام يُعد “طعنة في ظهر القضية الفلسطينية”، يعتبر آخرون أن مثل هذه الزيارات قد تسهم في فتح قنوات للحوار بين الأديان في ظل تصاعد النزاعات.