الصخيرات – خاص
في أجواء رمضانية ممزوجة بروح التضامن والتآزر، انطلقت بدار الشباب المركز بمدينة الصخيرات عملية توزيع القفف الرمضانية، التي تشرف عليها السلطات المحلية، لفائدة الأسر المعوزة والمستفيدة من برنامج الدعم المباشر، وذلك اقتداء بالعناية الموصولة التي يوليها أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، للفئات الهشة خلال هذا الشهر الفضيل.
ورغم الأثر الإيجابي للمبادرة في نفوس الأسر المستفيدة، والتي وجدت فيها متنفسًا لمواجهة تكاليف الشهر الكريم، إلا أن العملية لم تخلُ من ملاحظات، تتعلق أساسًا بمدى احترام مبدأ الأحقية في الاستفادة، والبطء الذي شاب توزيع القفف، أمام التوافد الكبير للمحتاجين.
أسر تتساءل: هل تحترم لوائح المستفيدين؟
في حديث مع بعض المواطنات والمواطنين، عبّر عدد منهم عن تخوفهم من عدم استفادة بعض الأسر التي تعتبر من بين الأكثر احتياجًا داخل الأحياء الشعبية والهامشية بالمدينة، حيث تساءل البعض عن معايير إعداد لوائح المستفيدين، ومدى شفافيتها، مؤكدين أن هناك من الأسر التي تعاني أوضاعًا صعبة لكنها لم تجد اسمها ضمن المستفيدين.
العملية بطيئة .. فهل السبب تعقيد المساطر أم قلة العاملين؟
الملاحَظ أيضًا، أن العملية تسير بوتيرة بطيئة نسبيا، مما خلق حالة من الاكتظاظ والانتظار الطويل أمام مكان التوزيع، خاصة مع توافد المئات من الأسر يوميًا، في وقت تبدو فيه الموارد البشرية والإمكانيات اللوجستيكية محدودة، وهنا يطرح السؤال: هل يعود هذا البطء إلى تعقيد الإجراءات الإدارية أو تدقيق الملفات؟ أم إلى قلة العاملين المشرفين على العملية؟ علما أن بعض الأسر عبّرت عن استيائها من طول الانتظار دون الحصول على القفة.
جمعيات المجتمع المدني خارج العملية
وما زاد من صعوبة التنظيم، حسب بعض الحاضرين، هو غياب إشراك فعاليات المجتمع المدني المحلي، التي اعتادت في سنوات سابقة المشاركة في تنظيم مثل هذه المبادرات، حيث كان من شأن ذلك المساهمة في تخفيف العبء وضمان توزيع أكثر سلاسة واحترامًا للوقت وكرامة المستفيدين.
رغم الملاحظات.. روح التضامن حاضرة
ورغم الإكراهات التي سجلتها الساكنة، يبقى لهذه المبادرة وقع طيب على الأسر التي استفادت من القفف، والتي عبرت عن امتنانها الكبير لهذه الالتفاتة التي تأتي في سياق تخفيف آثار غلاء المعيشة على الشرائح الأكثر هشاشة.
ويبقى الأمل قائمًا في أن تتدارك الجهات المسؤولة هذه الملاحظات في قادم الأيام، من خلال تيسير المساطر، وتوسيع قاعدة المستفيدين، وتحسين ظروف التوزيع حفاظًا على كرامة الأسر المعوزة وتحقيقًا للهدف النبيل الذي رسمه أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
بقلم خالد غوتي