في إطار برنامج “مدن بدون صفيح”، شهدت عمالة الصخيرات تمارة عملية إعادة إسكان واسعة، نُقل بموجبها العديد من الأسر إلى حي الرياحين بالصخيرات، الذي لا يزال يفتقر إلى مسجد، رغم مرور عامين على إنشائه ورغم تخصيص قطعة أرض لهذا الغرض منذ البداية، إلا أن الأشغال لم تنطلق بعد، مما يجبر السكان على التنقل لمسافات طويلة إلى مسجد حي أونيفا، الذي يعاني بدوره من ضيق المساحة وعدم قدرته على استيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين.
ومع اقتراب شهر رمضان الفضيل، تزداد معاناة السكان إذ يُعرف هذا الشهر المبارك عند المغاربة بكونه شهر التراويح والقيام، حيث تتضاعف الحاجة إلى فضاءات العبادة التي تعزز روحانية الشهر وتعمق أواصر التآخي والتلاحم الاجتماعي، فكيف يُعقل أن يستقبل حي بهذا الحجم رمضان دون مسجد؟ وكيف يمكن لسكانه أن يعيشوا الأجواء الإيمانية لهذا الشهر في ظل غياب مكان يجمعهم للصلاة والتضرع إلى الله؟
إن المساجد ليست مجرد مرافق إضافية، بل هي ركيزة أساسية في حياة المغاربة، وحرمان حي بأكمله من مسجد هو إخلال بحق أساسي من حقوق الساكنة لذا، تناشد ساكنة الرياحين المسؤولين والجهات المعنية بالتدخل العاجل لإطلاق أشغال بناء المسجد المنتظر، حتى يتمكنوا من استقبال رمضان في السنوات القادمة في أجواء تليق بقدسية هذا الشهر الكريم، فنجاح أي مشروع سكني لا يُقاس فقط بعدد العمارات المشيدة، بل بمدى توفيره لمتطلبات الحياة الكريمة، وعلى رأسها دور العبادة.
بقلم خالد غوتي