في غياب تام للحكومة ، سنوات الجفاف بزاكورة تهدد النخل والساكنة بالعطش

في غياب أي دور للحكومة ،سنوات من الجفاف بزاكورة تهدد النخل والساكنة بالعطش

حسن غوتي

شبح الجفاف مازال يرخي بظلاله على جهات واسعة من إقليم زاكورة، وكانت له انعكاسات سلبية على الغطاء النباتي والساكنة، حيث عرفت المنطقة نذرة في التساقطات للموسم السادس على التوالي، أدت إلى انذثار المياه السطحية في الواحات، وجفت موارد المياه الباطنية بشكل كبير، حيث لم تتجاوز حقينة السد الوحيد في المنطقة “المنصور الذهبي” عتبة 100 مليون متر مكعب، فيما غارت المياه الجوفية إلى مستويات غير مسبوقة، كما أن الجفاف ساهم في القضاء على عدد من الواحات الكبرى، والتاريخية، منها واحتي المحاميد والكتاوة، وهو المصير نفسه، الذي لاقته عدد من الواحات الأخرى التي اندلعت في بعضها حرائق ضخمة خلال السنوات الأخيرة.

وأكدت مصادر مطلعة، أن هناك عوامل أخرى ساهمت في تدهور الوضعية المائية في المنطقة، في مقدمتها ارتفاع معدلات الحرارة بما يقارب 2 درجات، وكذا مستويات تبخر المياه السطحية، وموجة التصحر، إضافة إلى استنزاف المياه من طرف ضيعات زراعة البطيخ.

وأضافت المصادر ذاتها، أن مئات الآلاف من أشجار النخيل فقدت بمنطقة زاكورة، من خلال تراجع أعدادها من 5 ملايين نخلة إلى 1.1 مليون نخلة.

وطالب جمعويون، بإعلان إقليم زاكورة منطقة منكوبة، كما حدث في إقليمي طاطا والصويرة، والعمل على وضع استراتيجية لمعالجة النقص الحاد في المياه، وترشيد استغلالها، مؤكدين أن الإشكال هو غياب استراتيجية محلية للتكيف مع هذا الوضع الكارثي، ومحاولة تثمين الموارد المائية.

وفي هذا الصدد أكد إسماعيل أيت عبد الرفيع، فاعل جمعوي وابن المنطقة، أن إقليم زاكورة يعني من الجفاف لمدة تزيد عن ست سنوات، بفعل سياسة الحكومة الرامية إلى إهمال هذه المنطقة، مشيرا في تصريح ل لموقع ” هوسبريس” أنه منذ بناء سد “المنصور الذهبي” بورزازات والمشاكل بدأت تتقاطر على منطقة زاكورة، فيما يخص المياه الجوفية،حيث يتحول الماء إلى ورزازات في حين يقطع على ساكنة زاكورة.

وتابع المتحدث، أنه قد أعطيت انطلاقة تشييد سد آخر بمنطقة أكدز منذ ثلاث سنوات والأشغال حاليا وصلت إلى 65 بالمائة، لكن المشكل أن المياه الجوفية التي تستفيد منها الساكنة سوف يستنزفها هذا السد، وبالتالي ستحرم منطقة أكدز وزاكورة من هذه المياه التي تشكل عصب الحياة لديها، مشددا على أنه يتم إطلاق الماء للسكان من سد المنصور الذهبي أربع مرات في السنة لمدة 15 يوما، لكن رغم ذلك لا يصل إلى منطقة محاميد الغزلان.

وأوضح إسماعيل ايت عبد الرفيع، أن الآبار لم تعرف الجفاف منذ 50 سنة لكن في السنوات الأخيرة جفت مما جعل الساكنة تعاني الأمرين، وباتت مجبرة على قطع 6 كيلومترات يوميا للبحث عن قطرة ماء،مؤكدا أن هناك دواوين يطلق فيها الماء لساعات معدودة في الأسبوع خصوصا الماء الصالح للشرب، ناهيك عن انعدام الماء حتى في المؤسسات التعليمية.

واستطرد قائلا” جلالة الملك دشن سد جديد يسمى “تيوين” على أساس أن يزود ورزازات وزاكورة بالماء، لكن تم حرمان هذه الأخيرة، في حين تستفيد منطقة ورزازات، رغم أن الملك محمد السادس ألح على تزويد المنطقتين معا بمياه هذا السد، مشيرا إلى أن الحكومة التجأت إلى الحل الترقيعي المتمثل في تزويد زاكورة بمياه سد أكدز القادم من سد المنصور الذهبي رغم عدم جودته، بحيث لا يصلح بتات للشرب.

وطالب الفاعل الجمعوي، الحكومة بتوفير أبسط الحقوق لإقليم زاكورة المنسي وهو الحق في الماء، باعتبارهم موطنون مغاربة يمنتمون لهذا الوطن

اترك تعليقاً