في زمن الحجر الصحي، ينبغي على الآباء فسح المجال لأبنائهم كي “يلتقطوا أنفاسهم”

فدوى الغازي

أتى قرار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بخصوص التحاق التلاميذ والطلبة بالمؤسسات التعليمية في شتنبر المقبل، مطلع الأسبوع الجاري، ليزيل الغموض الذي لف مصير السنة الدراسية الحالية.

وفي زمن الحجر الصحي، يصبح تعليم الأطفال تحديا يوميا للآباء، حيث تحولوا بين عشية وضحاها إلى معلمين أخذوا على عاتقهم ضمان استمرارية الدروس.

وأكدت أستاذة التعليم العالي بكلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس، مجدولين النبيهي، في تصريح للصحافة، أنه من الضروري التوفيق بين المهام المنوطة بالآباء قصد تعليم أطفالهم في ظروف الحجر الصحي، مردفة سيعود الصغار إلى “الحياة الطبيعية”، حيث يتسنى استئناف حركة الذهاب والإياب من المدرسة، وتلقي الدروس داخل الفصول، والقيام بالواجبات المنزلية، واجتياز الامتحانات، وفي انتظار حلول ذلك الموعد “ينبغي أن نتركهم يلتقطون أنفاسهم”.

وأوضحت الأستاذة الجامعية أنه بخصوص الصغار الذين يدرجون في رياض الأطفال، فينبغي على الآباء اللعب معهم لأن في ذلك النشاط تنمية لهم، واكتشافا لميولاتهم وتسلية لنفسياتهم عن طريق الحركة، مضيفة أنه قبل سن السادسة يكتشف الأطفال أنفسهم من خلال اللعب والخربشة والرسم أو حتى الطهي.

ومن ناحية أخرى، تؤكد النبيهي، يجب على أطفال المدارس الابتدائية أن يعوا جيدا أنهم ليسوا في عطلة، وإلى غاية شهر يونيو يجب ألا يفقد الطفل في هذه المرحلة الدراسية اتصاله بالمدرسة، مشيرة إلى أنه يجب على الآباء تركيز اهتمام أطفالهم على تعلم اللغة (القراءة، الفهم، الكتابة، وما شابه ذلك)، والمنطق (الرياضيات).

كما توصي بشكل خاص الآباء “بفسح المجال للأطفال” ومحاولة مواكبتهم دون إحداث ضغط عليهم أو التسبب في قلقهم. وفي هذا الصدد، توصي النبيهي بمراجعة الدروس خلال شهر شتنبر لاستدراك الدروس وتحسين المهارات التي تم اكتسابها من خلال التعليم عبر الإنترنت.

وأوضحت أن اعتماد التعليم عن بعد لا يزال محدودا لأن غالبية الأطفال لا يتسنى لهم الولوج لشبكة الأنترنت ولا يتوفرون على اللوحات الإلكترونية والهواتف الذكية وما إلى ذلك.

وفي السياق ذاته، أبرزت طبيبة الأطفال، زبيدة الصنهاجي العمراني، أن التعليم عن بعد مهم للغاية، لاسيما وأن الأطفال لن يستأنفوا الدراسة حتى شتنبر، ما سيسمح لهم بالتهيئ، من خلال تنظيم أنشطتهم اليومية والاعتناء بهيئتهم والاستعداد للدروس عبر الإنترنت.

وأضافت أن التعلم الإلكتروني يسمح للأطفال بالبقاء على اتصال مع زملائهم في الفصل الدراسي عبر تقنية الفيديو، وإجراء مناقشات مع أساتذتهم، مضيفة أن فترة ما قبل استئناف الفصول الدراسية في شتنبر ينبغي أن تكون محطة رائعة لإعادة اكتشاف “أطفالك”.

وفي الواقع، تضيف الصنهاجي العمراني، في فترة الحجر الصحي، يجب أن نشرح للأطفال بهدوء سبب مكوثهم في المنزل وعدم ذهابهم إلى المدرسة، وتنصح الآباء بتنمية الروح الإبداعية للأطفال وإيجاد الطريق لملء فراغهم بشكل خاص بالألعاب الجماعية والألغاز والقراءة والرسم والموسيقى.

Related Posts

وزارة التربية الوطنية تُعلن تقدمًا في ملف تحسين أوضاع الأساتذة وأطر القطاع.

  هوسبريس_خالد غوتي أكدت وزارة التربية الوطنية استمرارها في تنفيذ مضامين اتفاق دجنبر 2023، خصوصًا تحسين دخل أساتذة التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي، إضافة إلى أطر المختصين التربويين والاجتماعيين والمساعدين التربويين…

تعيين عبد اللطيف شوقي مديرًا جديدًا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي.

أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن تعيين عبد اللطيف شوقي مديرًا جديدًا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي، في إطار الحركة التي باشرتها الوزارة لتجديد مناصب المسؤولية وتعزيز…

اترك تعليقاً

You Missed

الصخيرات.. عمال فندق “لومفتريت” في أسبوعهم الثاني من الاحتجاج: إدارة تتحدى الحكم القضائي والعمال يتوعدون بالتصعيد.

الصخيرات.. عمال فندق “لومفتريت” في أسبوعهم الثاني من الاحتجاج: إدارة تتحدى الحكم القضائي والعمال يتوعدون بالتصعيد.

لويس إنريكي يتجنب دعم حكيمي علناً في سباق الكرة الذهبية.

لويس إنريكي يتجنب دعم حكيمي علناً في سباق الكرة الذهبية.

الصخيرات.. تكرار فيضانات الصرف الصحي يثير استياء الساكنة.

الصخيرات.. تكرار فيضانات الصرف الصحي يثير استياء الساكنة.

مأساة في الجزائر.. مصرع 18 شخصاً إثر سقوط حافلة في وادي الحراش.

مأساة في الجزائر.. مصرع 18 شخصاً إثر سقوط حافلة في وادي الحراش.

وزارة الداخلية تفتح ملفات ثقيلة حول الصفقات العمومية والاختلالات التقنية.

وزارة الداخلية تفتح ملفات ثقيلة حول الصفقات العمومية والاختلالات التقنية.

الوكالة الوطنية للمياه والغابات تحذر من مخاطر الحرائق وتصدر خرائط للمناطق الحساسة.

الوكالة الوطنية للمياه والغابات تحذر من مخاطر الحرائق وتصدر خرائط للمناطق الحساسة.