باحثة أنثروبولوجية: مخازن الحبوب تراث “غير معروف” يتعين فهمه وفق خصوصياته

الأنثروبولوجيا سليمة الناجي

هوسبريس ـ متابعة

أكدت المختصة في الأنثروبولوجيا والمهندسة المعمارية سليمة الناجي، بالرباط، في محاضرة احتضنتها أكاديمية المملكة المغربية مؤخرا، أن مخازن الحبوب تمثل تراثا “غير معروف بالقدر الكافي” يتعين فهمه وفق خصوصياته.

وسلطت الناجي بهذه المناسبة، الضوء على القيمة التراثية لمخازن الحبوب التي تعتبر أماكن تقليدية لها خصوصياتها بجنوب المغرب، وذات أغراض دفاعية إلى جانب كونها مكانا لتخزين مؤن مجتمع محلي ما، مبرزة أن بعضها لا يزال قيد الاستخدام، في حين طال النسيان أغلبها.

وسجلت أنه “إذا كانت هذه المخازن الجماعية لا تزال قائمة، وإذا كانت تمثل شيئا اليوم.. فذلك لكونها مرتبطة بأنظمة للتضامن وشبكات مقدسة ذات أهمية كبيرة”، مشددة على ضرورة إعادة تأهيل هذه “الأماكن المقدسة”، وفقا لقواعد الفن وبتحفظ شديد ووفق بعد أخلاقي، لكونها ترمز لتنظيم قبلي متناغم تحكمه قوانين عرفية، وذلك من خلال تطوير مقاربة تأخذ في الاعتبار الموقع والسياق الاجتماعي والتاريخي والسياحي.

وفي هذا الإطار، ركزت الباحثة في الأنثروبولوجيا بالخصوص على الممارسات المرتبطة بهذه الفضاءات التقليدية، مبرزة أنه “عندما يتعلق الأمر بإعادة تأهيل مخازن جماعية، فيتعين بالخصوص الحرص على عدم محو ممارسات المجتمعات المرتبطة بها” .

وعلاوة على إنقاذ هذه المواقع وترميمها، أكدت  الناجي أنه من الضروري الحفاظ على “جمال ورونق المخازن وكذا الجدران”، التي لا تختزن فقط “استخدامات وعادات”، ولكن أيضا نصوصا ومخطوطات ذات قيمة مقدسة، ويمكن أن تعطي دروسا في الهندسة المعمارية. وأبرزت السيدة الناجي، مستعينة بصور ومقاطع فيديو، العمل الترميمي الذي قامت به بتعاون مع العديد من الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين على مستوى شبكات الزوايا الكبرى (الأضرحة- المساجد)، والواحات المتأصلة في القصور، والذي مكن من “إنقاذ العديد من المواقع” و “الولوج إلى قلب مجتمعات الأطلس”.

وأوضحت “أن الأمر يتعلق بعملية ترميم من الداخل حيث تشرف عليها المجتمعات المحلية بنفسها، بدءا من “المعلمين” والعمال الذين تمت تعبئتهم بعين المكان وحتى القرارات المتخذة بشكل جماعي بزاوية القرية”، مشيرة إلى أن هذه التقنية في الترميم “هي الطريقة الوحيدة الممكنة اليوم لإعادة تأهيل المخازن الجماعية للمملكة”. من جهة أخرى، تطرقت السيدة الناجي إلى التراث المعماري المهدد بالاندثار بجنوب المغرب، داعية في هذا الإطار إلى إعادة تأهيله. وحذرت من أن “اختفاء هذا التراث المشترك يعني نهاية حضارة بعينها”.

Related Posts

زاكورة: مشاريع ثقافية وشبابية بأزيد من 98 مليون درهم ووزير الشباب يزور موقع “فم الشنة” الأثري.

قام وزير الشباب والثقافة والتواصل، صباح اليوم، بزيارة ميدانية إلى إقليم زاكورة، حيث أشرف إلى جانب عامل الإقليم وعدد من رؤساء الجماعات الترابية، على توقيع سلسلة من اتفاقيات الشراكة الرامية…

اجتماع بلجنة التعليم لدراسة مشروع قانون إحداث “مؤسسة المغرب 2030” بحضور الوزير المكلف بالميزانية.

عقدت لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب اجتماعاً هاماً خصص لدراسة مشروع قانون رقم 35.25 المتعلق بإحداث “مؤسسة المغرب 2030″، وذلك بحضور فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف…

اترك تعليقاً

You Missed

أحكام بالسجن في حق متورطين في شبكة هشام جيراندو للنصب والابتزاز.

أحكام بالسجن في حق متورطين في شبكة هشام جيراندو للنصب والابتزاز.

اسبانيا: التحريض ضد المهاجرين المغاربة يجرّ زعيم “فوكس” في مورسيا إلى القضاء

اسبانيا: التحريض ضد المهاجرين المغاربة يجرّ زعيم “فوكس” في مورسيا إلى القضاء

الملك محمد السادس يعزي رئيس نيجيريا في وفاة الرئيس السابق محمد بخاري.

الملك محمد السادس يعزي رئيس نيجيريا في وفاة الرئيس السابق محمد بخاري.

حكم بالسجن 30 سنة لشاب بتهمة هتك عرض طفل ومحاولة قتله في عين عودة.

حكم بالسجن 30 سنة لشاب بتهمة هتك عرض طفل ومحاولة قتله في عين عودة.

المدير العام للإيدسمو يشيد بريادة السعودية في التكامل الصناعي والتنمية المستدامة.

المدير العام للإيدسمو يشيد بريادة السعودية في التكامل الصناعي والتنمية المستدامة.

المدير العام لـ”الإيدسمو”: التحول الصناعي في سلطنة عُمان يُجسّد نموذجًا طموحًا للتنمية المستدامة.

المدير العام لـ”الإيدسمو”: التحول الصناعي في سلطنة عُمان يُجسّد نموذجًا طموحًا للتنمية المستدامة.