الملك محمد السادس،يعطي إشارة انطلاق قطار “البراق”الفائق السرعةرفقة الرئيس الفرنسي،إيمانويل ماكرون،اليوم الخميس 15 نونبر 2018
ح. الغاري
أصبح القطار المغربي “البراق”،الفائق السرعة ، حقيقة على أرض الواقع ،بعد سنوات من العمل الجاد المستمر بسواعد وعقول وكفاءات مغربية ،من أبناء هذا الوطن ،الذين اشتغلوا من أجل إخراج هذا المشروع العملاق، الفريد من نوعه على الصعيد المغاربي والعربي والأفريقي ، ليل نهار ،على مدار السنة ، وفي مختلف الفصول والأجواء والطقوس. لم يثنهم أي حاجز أو عائق على استكمال العمل ليصبح جاهزا وملموسا.
“براق” يطوي المسافة طَيّاً بين طنجة البوغاز والدر البيضاء ،دار المغرب الاقتصادية،في ظرف ساعتين ،عابرا ،بسرعة كبيرة، السهول والمرتفعات والمنحدرات والأنهار والوديان ، على طول مسافة تتعدى المائتين ،يشاهد خلالها الراكب ،مختلف المناظر الطبيعية التي يزخر بها المغرب ..
ومنذ شهر دجنبر 2010 ، حين ترأس الملك محمد السادس مراسم توقيع الاتفاقيات الست المتعلقة بمشروع القطار فائق السرعة،ثم إعطائه انطلاقة البدء في الأشغال يوم 29 شتنبر 2011، بحضور الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي؛ثم إشراف جلالة الملك صحبة رئيس الجمهورية الفرنسية السابق فرانسوا هولاند ،على تدشين ورشة صيانة القطارات فائقة السرعة بطنجة يوم 19 شتنبر 2015 ،إلى اليوم الخميس 15 نونبر 2018 ..محطات بارزة ومهمة في مرحلة زمنية ليست بالسهلة بالنظر إلى حجم وأهمية المنجزات التي تمت ،فقط، لتهيئة الطريق السككي من طنجة إلى البيضاء ،وما تتطلبه هذه الطريق من منشآت هندسية وفنية ولوجستيكية ،ومن جهود كبيرة من طرف كل العاملين في الورش التنموي الكبير.. وكل هذا من أجل تأمين وضمان المرور المرن والآمن ل”البراق” في ظروف جيدة.
ماذا بعد هذا ؟
اليوم ،يصبح بإمكان المواطن المغربي،والزائر للمغرب أن يقطع المسافة ،الرابطة بين طنجة والقنيطرة في ظرف 50 دقيقة عوض 3 ساعات و15 دقيقة؛ وبين طنجة والرباط في ساعة و20 دقيقة عوض 3 ساعات و45 دقيقة؛ وبين طنجة والدار البيضاء في ساعتين و10 دقائق عوض 4 ساعات و45 دقيقة.
ليس هذا فقط ، بل هناك مخطط توجيهي للخطوط فائقة السرعة الذي يرمي إلى إنجاز شبكة سككية حديثة على طول 1500 كلم ،تتمثّل في المحور الأطلسي طنجة ـ الدار البيضاء ـ أكادير ،والمحور المغاربي الرباط ـ فاس ـ وجدة ،ليصبح المغرب محور ربط على الصعيد الإقليمي والقاري بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب.. وكل هذا بفضل الرؤية الطموحة ،الاستشراقية والاستشرافية، للملك محمد السادس.