
هوسبريس_محمد شروت
في زمن تتسارع فيه الأنشطة التجارية وتحتدم فيه المنافسة على استقطاب الزبائن، يبرز اسم محمد الشبابي، المعروف بـ”عبدو”، كتاجر استثنائي وأحد أبناء العائلة الأصيلة والعريقة في بلدة بن الطيب بإقليم الناظور، لم يكن نجاحه التجاري وليد الصدفة أو مجرد حظ، بل ثمرة قيم متجذرة في الأمانة، والصدق، وحسن المعاملة، جعلت منه نموذجًا يُحتذى في عالم التجارة المحلية.
منذ سنوات، استطاع الشبابي أن يبني سمعة متينة في قطاع بيع قطع الغيار، باعتباره ممثلًا للفيدرالية الوطنية لمستوردي وبائعي هذا النوع من المنتجات، يختار بضاعته بعناية، ويحرص على أن يحصل الزبون على أفضل جودة بالسعر العادل، دون استغلال أو مغالاة. وهو يؤمن أن بركة الرزق لا تقاس بكثرة الأرباح، بل بصفاء النية وراحة البال ودوام الخير.
محله التجاري يعكس شخصيته، نظافة وترتيب وأناقة في العرض، تعكس احترامه لزبائنه وحرصه على راحتهم، لا يكتفي بابتسامة الاستقبال، بل يوفر لهم بيئة مريحة؛ من كراسي للمتقدمين في السن، إلى تهوية جيدة ومكيفات في أيام الحر، علاقته بمساعديه قائمة على الاحترام المتبادل، حيث يعتبرهم شركاء في النجاح، لا مجرد موظفين.
الأهم من ذلك، أن محمد الشبابي يتعامل مع الجميع بالمساواة، دون اعتبار للمظهر أو المكانة الاجتماعية، فالجميع في نظره ضيوف يستحقون المعاملة الكريمة، هذه القيم جعلته قريبًا من قلوب الناس، ومحل ثقتهم المستمرة.
مؤخرًا، واجه الشبابي امتحانًا صعبًا حين زُجّ باسمه في قضية اعتبرها كثيرون “مفبركة”، غير أن القضاء قال كلمته، وأصدرت المحكمة حكمًا ببراءته بعد دراسة الملف، لتؤكد أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، خرج من قاعة المحكمة مرفوع الرأس، مستعيدًا مكانته بين الناس وأكثر قوة وإصرارًا على مواصلة نهجه القائم على الأمانة وخدمة المجتمع.
محمد الشبابي ليس مجرد تاجر، بل هو قصة نجاح ونزاهة، ودليل حي على أن القيم الأصيلة لا تندثر، بل تظل قادرة على الانتصار حتى في أصعب الظروف.