
هوسبريس_خالد غوتي
في مشهد يكشف زيف الخطاب الرسمي، أقدمت السلطات الجزائرية على رفض طلب تقدّمت به مجموعة من الأحزاب المعتمدة لتنظيم مسيرة وطنية سلمية تضامناً مع قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي تتعرض فيه الأراضي الفلسطينية لعدوان دموي متواصل.
القرار شكّل صدمة في الأوساط السياسية والشعبية، بالنظر إلى ما يُروّجه النظام الجزائري منذ سنوات من شعارات دعم “غير مشروط” للقضية الفلسطينية، غير أن هذا الرفض ليس جديداً، بل يندرج ضمن سلسلة من الإجراءات التي تُبرز تناقضاً صارخاً بين الادّعاءات الإعلامية والممارسات الميدانية، حيث سبق للسلطات أن منعت عدداً من الوقفات والمبادرات التضامنية مع فلسطين تحت ذرائع أمنية.
ويرى متابعون أن النظام الجزائري يخشى من تحول مثل هذه التحركات إلى موجات احتجاجية أوسع ضد الأوضاع الداخلية، في ظل تصاعد حالة الاحتقان الشعبي ومطالب الانفتاح السياسي، وهو ما يفسر حرصه على التحكم في أي تحرك جماهيري، حتى وإن كان تحت يافطة القضايا الإنسانية والقومية.
هذا القرار يعيد إلى الواجهة سؤالاً حقيقياً حول صدقية مواقف بعض الأنظمة التي ترفع شعارات دعم فلسطين، بينما تقمع في الوقت ذاته أي تحرك شعبي صادق يجسد هذا الدعم ميدانياً، فالدفاع عن فلسطين لا يكون في الخطب فقط، بل في المواقف عندما يُطلب اتخاذها.