
يشهد التقارب المغربي–الموريتاني دينامية جديدة تؤشر على تحول مرتقب في موقف نواكشوط من قضية الصحراء المغربية، خاصة عقب انعقاد المنتدى البرلماني المغربي–الموريتاني يومي 9 و10 ماي في العاصمة الموريتانية، والذي تُوّج بتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات متعددة.
ويرى مراقبون أن هذا التقارب قد يُمهد لإعلان موريتانيا دعمها الصريح لمغربية الصحراء، معتبرين أن القرار “ناضج ولا ينتظر سوى التأشير عليه”، خاصة في ظل عزلة الجزائر إقليميا ودوليا، واعتراف قوى كبرى وأعضاء في مجلس الأمن بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
الخبير في العلاقات الدولية أحمد نور الدين أكد أن المؤشرات الداعمة لهذا التحول كثيرة، من بينها زيارة الرئيس الموريتاني للمغرب واستقباله من طرف الملك محمد السادس، ورفض نواكشوط المشاركة في تحالفات إقليمية مناهضة للمغرب، إضافة إلى تغييرات على مستوى المؤسسة العسكرية الموريتانية.
وأشار نور الدين إلى أن موريتانيا كانت قد اعترفت بجبهة البوليساريو سنة 1979 تحت التهديد العسكري، وأن الظروف تغيرت اليوم لصالح المغرب، داعياً نواكشوط إلى اتخاذ خطوة شجاعة تواكب الحقائق التاريخية والجغرافية، محذراً في الوقت نفسه من الوقوف في “الجانب الخطأ من التاريخ”.
من جهته، اعتبر الخبير عباس الوردي أن الدبلوماسية البرلمانية أثبتت نجاعتها في تقريب وجهات النظر بين الرباط ونواكشوط، مشيراً إلى أن استقبال الرئيس الموريتاني لرئيس مجلس النواب المغربي يعكس الاحترام المتبادل ومتانة العلاقات، ويمثل خارطة طريق لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتنمية والأمن.