الرباط.. أطفال القدس يندمجون مع اخوانهم المغاربة في مهرجان حاشد

 

 


احتفى أطفال المغرب، أمس في الرباط، بأقرانهم الفلسطينيين من القدس المشاركين في الدورة الرابعة عشرة للمخيم الصيفي “المسيرة الخضراء”، التي تنظمها وكالة بيت مال القدس الشريف، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وتستمر إلى غاية 26 الشهر الجاري.
وضمت فضاءات “المنظر الجميل”، مقر الحفل في الرباط، منصة العروض التي تجمّع حولها عشرات الأطفال يمثلون الجمعيات المغربية المستفيدة من البرنامج الوطني للتخييم، الذي أختتم مرحلته الرابعة أمس الخميس، تزامنا مع اختتام برنامج المدارس الصيفية، الذي نظمته الوكالة في القدس على مدى أربعة أسابيع، وبتمويل من المملكة المغربية، واستفاد منه أكثر من ثلاثة آلاف طفل مقدسي.
وشهد الحفل، الذي حضره مسؤولون في وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وسفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية المعتمدة في المغرب، عرض صور تؤرخ لدورات المخيم الصيفي في المغرب (2008-2023) لفائدة أطفال القدس الشريف، والتي استفاد منها 700 طفل مقدسي، و70 مؤطرا ومؤطرة، كما تم عرض لوحات إبداعية للأطفال عن القدس.
وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بن سعيد، في كلمة بالمناسبة، أن البرنامج الصيفي الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس الشريف كل سنة، يعكس الارتباط الوثيق بالأطفال المقدسيين، بما يقدمه لهم من تجارب حية وغنية تعزز قدراتهم ومهاراتهم الشخصية.
وأضاف في كلمة، تلتها نيابة عنه الكاتبة العامة لقطاع الثقافة في الوزارة، سميرة المليزي، أنه من خلال برنامج المخيم الصيفي المتنوع الذي شمل زيارات العديد من المدن المغربية، والعديد من المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، تمكن الأطفال من اكتشاف تاريخ وثقافة وطبيعة المغرب الغنية، مغرب التسامح والتعايش وتقبل الآخر.
وأشار إلى أن الهدف هو تجسيد التعاون المثمر بين مختلف الجهات لتحقيق الرفاهية والتنمية المستدامة للأطفال المقدسيين من خلال توفير الموارد والإمكانيات الكافية لتهيئة بيئة تربوية وترفيهية آمنة تساهم في تطور شخصيتهم وقدراتهم.
من جانبه، قال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، إن المخيمات الصيفية التي تنظم كل عام في المغرب وفي القدس هي نوع من مواصلة اللحمة مع الأجيال الفلسطينية لتمكينهم من الحفاظ على الهوية الفلسطينية وإشاعة الأمل في نفوسهم بغد أفضل.
وأضاف الشرقاوي، أن هذا الحدث هو تقليد مهم جدا يكرس الروابط التاريخية التي تجمع المغاربة بأشقائهم الفلسطينيين، في القدس على مر السنين، مستحضرا، ما تقوم به المغرب من أعمال مُقدرة لفائدة القدس ومقدساتها وأهلها المرابطين، بنفس قدر افتخارنا بدولة فلسطين وبقيادتها، وبصمود أبنائها وبناتها.
واستذكر الشرقاوي خروج الفلسطينيين عن بكرة أبيهم إلى الشوارع في القدس وفي غزة، وفي الضفة الغربية وفي أراضي 48، فرحا وابتهاجا بالإنجاز الكروي الذي حققه منتخب المغرب في كأس العالم، ما شكل لحظة فارقة أكد فيها أبناء الشعب الفلسطيني أنهم دُعاة فرح وانتصار، يُقبلون على الحياة، كما يُقبل عليها غيرهم، متشبثين بحقهم في أن يعيشوا على أرضهم بعِزة وكرامة.

اترك تعليقاً