هوسبريس ـ متابعة
خضعت بعض أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا للتمحيص والتحليل في إطار لقاء التأم، اليوم الجمعة، لمناقشة هذه الأفلام الطويلة منها والوثائقية.
ويتعلق الأمر بفيلم “دقات القدر” للمخرج المغربي محمد اليونسي، و”مستعمرة” للمخرجة الكندية جينيفر دولو دي سيل، و”أرواح صغيرة” للمخرجة الأردنية من أصل فلسطيني، دينا ناصر.
ويستعرض الفيلم الروائي الطويل “دقات القدر” قصة إمرأتين الأولى إسبانية تقاوم سلطة رجال الدين، والثانية مغربية تحاول الانعتاق من تقاليد اجتماعية تنتصر للفكر الذكوري، وهو ما جعلهما في مواجهة قدر لم تختارانه، مقاومة للمجتمع والتقاليد والأعراف والدين والإيديولوجيا والسياسة، ومقاومة بما تملكان من سلاح عتاده الروح والجسد.
وقال مخرج الفيلم، محمد اليونسي، إنه ركز على فكرة القدر وتجذرها في الثقافة الشعبية للمغاربة، فضلا عن طرح معاناة المرأة بالمجتمعين المغربي والإسباني بما تحمله هذه المعاناة من أوجه تشابه.
أما فيلم “مستعمرة” لجينيفر دولو دي سيل، وهو أول فيلم روائي طويل لها، فتناول قصة طفلة خجولة وشرسة تبلغ من العمر 12 سنة، على وشك مغادرة قريتها، مسقط رأسها، إلى المدرسة الثانوية بحثا عن معالم محددة في بيئة تبدو معادية لها.
وحسب مخرجة الفيلم، فإن المشاهد كانت تسعى بشكل غير مباشر إلى نقل الحياة التي عاشتها المخرجة وتجربة طلاق والديها، إلى جانب المعاناة التي عرفتها.
وتابعت جينيفر دولو دي سيل، أن “ميليا، بطلة الفيلم، ستتعرف على ذاتها من خلال اللقاء مع جيمي، وهو شاب مهمش من السكان الأصليين بالمحمية المجاورة، وتتقدم قدر المستطاع أحيانا بتعثر وسخافة المراهقة في انزعاج وانتصارات صغيرة”.
بدورها، قدمت المخرجة الأردنية من أصل فلسطيني، دينا ناصر، فيلمها الوثائقي “أرواح صغيرة”، الذي تحكي فيه قصة طفلة في التاسعة من العمر هربت من الحرب السورية، وتتمتع بمعنوية متحررة حتمت عليها وعلى أسرتها التنقل عبر حياة معقدة خاصة، عندما تقطعت بهم السبل في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن.
على مدار أربع سنوات، تابعت المخرجة حياة شخصيتها داخل جدران المعسكرات ذات الأسلاك الشائكة، مستحوذة على التحول المرن من الطفولة إلى المراهقة، إلى جانب العديد من حالات التكيف والبقاء بينهما، مما يؤدي إلى الصدام النهائي الذي يهدد مصيرهم.
وحسب المنظمين، تؤكد أفلام وفقرات هذه الدورة من المهرجان حقيقة العلاقة الجوهرية بالآخر كمصدر لضمان الأنا، والانتباه إلى بعض عناصره الثابتة والمتغيرة، وتلك ميزة أساسية في الأفلام التي تصنعها المرأة أو تكون موضوعا لها.