خرج تلاميذ المدارس منددين بالتوقيت الجديد؛ خلال هذا الخروج فاهوا، بكيفية تلقائية ، بكلام أكبر منهم ومن سِنِّهم .. اختلط فيه الحابل بالنابل .خليط من المطبخ السياسي ممزوج بكمية من الداء الاجتماعي والمهني نحن في غنى عنها .
جانب من تظاهرة التلاميذ في الرباط
لكن امتهان أو جنوح هذا النوع من التظاهر من طرف تلاميذ، قد يفسح المجال أمام أنواع من التظاهرات غير السليمة..وغير السلمية..وغير المحسوبة..
إنها الفوضى..وما على المسؤولين إلا أن يضعوا حدا لهذا .
يتساءل البعض عن جدوى مواجهة الشارع بقرار يبدو أنه غير مقبول..لكن يبدو أن هذا يتناسى أو تغافل عن أن السياسة هي تدبير الممكن، والبحث عن حلول للمشاكل ،وليس البحث عن مشاكل لا حل لها . وهذا يسمى التوافق .. التوافق الذي من خلاله يتم جَبْرالخواطر، ولو في الحدود الدنيا.
ويرى البعض أن الأخذ بعين الاعتبار بموقف الشارع يفرض نفسه، في إطار إيجاد حل مقنع تساهم فيه جميع الفعاليات المنتمية إلى ميدان التعليم مرورا بالإدارة الترابية. لكن موقف الشارع لا يعني الفوضى؛ كما لا يعني وقوع تجاوزات لا يسمح بها لا العقل ولا المنطق، وكذلك القانون.
نتمنى أن يجد هذا المشكل، الذي كان تدبيره متسرعا ربما لظروف قاهرة، الحل المناسب والملائم ، إيمانا منا بأنه لا يوجد مشكل بدون حل ،مع استحضار المصلحة العليا للوطن ، وطننا الذي علينا ،جميعا ،أبناؤه وبناته ، حمايته والذوذ عنه ..
ولدينا قناعة تامة بأن المجتمع المغربي يزخر بالطاقات القادرة على تحمّل المسؤولية ،والقادرة على خدمة المصلحة الوطنية التي تبقى هي المصلحة الأولى والعليا…
يبقى أن نقول أن التلاميذ كانوا صادقين في تظاهراتهم ولو أخطأ البعض منهم..