سيبقى يوم 5 من أيام الجمعة المباركة في شهر أكتوبر2018، خالدا في سجّل الصحافة الوطنية. في صباح ذلك اليوم ،خرج صحفيون ،يمثلون زبدة الصحافة المغربية ،ومن بين أجود وأصدق الأقلام التي تركت صدى مشهودا على امتداد أكثر من ثلاثين سنة ،ويحملون على أكتافهم وظهورهم عطر ومسك الصحافة في هذا البلد الأمين الذي تتكالب عليه السخافات والتفاهات من كل جانب …بهدف تقديمه في أقذر الصور وأفظعها ..وتجعله أضحوكة بين الأمم..
في هذا اليوم التقت هذه الصفوة من الصحفيين الديمقراطيين، للاحتجاج على الزيف والبهتان والكذب والاستبداد والتسلط..المتمثل في “انتخاب مجلس وطني للصحافة” ، تحت رعاية ومباركة ومؤامرة وزير الاتصال ،محمد الأعرج، الذي سيسجل التاريخ أنه الوزير الأشهر الذي مر من وزارة الإعلام ليشارك ويرعى مجلسا أعرجا ، مجلسا “خرج من الخيمة مايل”. ولم يقف معالي الوزير عند هذا، بل أعطى أوامره لجميع الحراس، وغير الحراس، في جميع الأبواب، لصدِّ أيّ محاولة اقتراب أو تسلل من طرف صفوة الصحفيين لاختراق الأبواب والدخول إلى حرم وزارته ـ عفوا وزارة الشعب ـ.
كانت الصفوة من الصحفيين الديمقراطيين التي نددت، في وقته، بتزوير انتخابات أول مجلس وطني للصحافة بالمغرب، في وقفة احتجاجية أمام وزارة الاتصال التي كانت تتم في إحدى حجراتها اغتصاب ما تبقى من حُرْمة الصحافة. جاءت هذه الصفوة لتنبيه الوزارة والوزير بأنه يشرف بل يشارك ـ في واضحة النهار وفي يوم جمعة مباركة ـ في هتك عرض الصحافة الوطنية التي ناضل من أجل صيانة حرمتها وحريتها رواد كبار عظام قبل أن “تضحك له الأيام ” ويصبح وزيرا للقطاع ، تربّع على كرسيه ، قبله ، صناديد عملوا على ترويض الصحافة الوطنية ونَجْرِ أقلامها قبل تقليم أظافرها …فما نجحوا وما توفّقُوا ،بل سيتوقفوا بالرغم من أنوفهم .. ويخرجوا، من الأبواب الخلفية للوزارة، أذَّلَ من كلب من أضيق جحر..
جاءت هذه الصفوة التي تمثل الصحفيين الديمقراطيين للحيلولة دون هذا الاغتصاب، فوقفوا جميعا، وراء الأبواب الحديدية المُوصَدَة، يسترقُون سَمْعَ وأنين وآهات الصحافة في أبشع عملية اغتصاب جماعي يعرفها المغرب.. والوزير مُصِرٌّ على رفض دخول الصحفيين الديمقراطيين لحَرَم الوزارة آو تقديم وثيقة المطالبة بوقف الاغتصاب الذي سيبقى أحد رُعَاته وشُهُوده الكبار..
سيسجل التاريخ أن الوزير الأعرج تحوَّلَت وزارة الاتّصال في عهده إلى قطاع أعرج، رعى وأشرف على إخراج مجلس للصحافة خرج منذ اليوم الأول أعرجَ…